حكم صلاة الكسوف

اتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة على أن صلاة الكسوف سنة مؤكدة، ونُقل عنهم ذلك بالإجماع، إلا قول للحنفية قالوا فيه بوجوبها، ووقتُها من حين الكسوف حتى ينجلي، فإن فات وقتُها فإنها لا تقضى، واستدل الفقهاء على سُنيتها بأدلة من الكتاب والسنة، منها:[١][٢]

  • قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.[٣] ووجه الدلالة كما قال بعض المفسرين: أن الله أمر بالسجود له في حال كسوف الشمس.
  • ما جاء في الحديث: (انْكسَفتِ الشَّمسُ يومَ ماتَ إبراهيمُ، فقال الناسُ: انكسَفتْ لِموتِ إبراهيمَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ آيتانِ من آياتِ الله، لا يَنكسِفانِ لِموتِ أحدٍ ولا لِحَياتِه؛ فإذا رأيتُموهما فادْعُوا اللهَ وصَلُّوا، حتَّى يَنجليَ).[٤]
  • واستدلوا على عدم وجوبها بما روي عن طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو يَسألُه عن الإسلامِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ. فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: لا، إلَّا أنْ تَطوَّعَ)،[٥] فقالوا بأن هذا الحديث يصرف الأمر في صلاة الكسوف من الوجوب إلى الاستحباب.


صفة صلاة الكسوف

  • وردت صفة صلاة الكسوف في السنة النبوية بشكل مفصل، وذلك فيما رُوي عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنها قَالَتْ: (خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَكَبَّرَ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، هِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ أَدْنَى مِنْ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ).[٦]
  • يُبين الحديث الشريف صفة صلاة الكسوف كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أن يكبر المصلي تكبيرة الإحرام ويقرأ دعاء الاستفتاح، ومن ثم يستعيذ فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ركوعاً طويلاً، ثم يرفع من ركوعه فيقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ثم يستعيذ فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة غير أنها أقل طولاً من الركعة الأولى، ثم يركع أقل من الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ويقف وقوفًا طويلًا، ثم يسجد فيُطيل السجدتين ويطيل الجلوس بينهما، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيفعل مثلما فعل في الركعة الأولى، ولكن أقل طولاً من الركعة الأولى في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.[٧]


المراجع

  1. "حكم صلاة الكسوف"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/11/2021. بتصرّف.
  2. %1$s&ampshare=https://www.islamweb.net/ar/fatwa/35368/ "حكم صلاة الكسوف"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/11/2021. بتصرّف.
  3. سورة سورة فصلت، آية:37
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم:1043، صحيح.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم:46.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم:1046.
  7. %1$s&ampshare=https://islamqa.info/ar/answers/210590/صفة-صلاة-الكسوف "صفة صلاة الكسوف"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/11/2021. بتصرّف.