حكم ظهور الكتف في الصلاة

حكم ظهور كتف الرجل في الصلاة

اختلف العلماء في حكم ظهور كتف الرجل في الصلاة؛ وذلك لاختلافهم باعتبار الكتف من العورة عنده في الصلاة أم لا، فمنهم من اعتبره عورةٌ، ومنهم من لم يعتبره كذلك، وبيان ذلك آتياً:[١]

  • جمهور العلماء من الحنفية والمالكيّة والشافعيّة: قالوا بصحة صلاة الرجل وهو مكشوف الكتف مع الكراهة؛ لأنَّ الكتف ليس بعورةٍ عند الرجل بحسب قولهم.
  • الحنابلة: قالوا بوجوب تغطية الكتف في الصلاة للرجل، وبطلان الصلاة بسبب انكشافه؛ لما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ في الثَّوبِ الواحِدِ ليس على عاتِقِهِ منه شيءٌ)،[٢] وورد عن الإمام أحمد بن حنبل أنَّه خصَّ وجوب ستر الكتف في صلاة الفرض دون النفل.[٣]


حكم ظهور كتف المرأة في الصلاة

الكتف من عورة المرأة الواجب عليها سترها في الصلاة وخارجها، أمّا ظهوره في الصلاة فعلى حالاتٍ بيانها وبيان حكمها آتياً:[٤]

  • تبطل الصلاة بظهور الكتف عن قصدٍ وعمدٍ، أو إن ظهر جزءٌ كبيرٌ منه عن غير قصدٍ لمدةٍ طويلةٍ.
  • لا تبطل الصلاة إن ظهر جزءٌ منه عن غير قصدٍ وكان الجزء الظاهر صغيراً أم كبيراً لم تُطل مدة ظهوره.


حدود العورة الواجب سترها في الصلاة

للصلاة شروطٌ لا تصح إلا بتحقيقها والإتيان بها على الوجه الصحيح، ومن شروط صحة الصلاة: ستر العورة، وتختلف حدود ستر العورة في الصلاة عند الرجل عن حدودها عند المرأة، وبيان ذلك فيما يلي:[٥]

  • حدُّ عورة الرجل في الصلاة: ما بين السُّرة والركبة، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة؛ الحنفيّة والمالكية والشافعية والحنابلة، وممّا استدلّوا به على ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي المِسور بنِ مَخرمَة -رضي الله عنه- قال: (أَقْبَلْتُ بحَجَرٍ أحْمِلُهُ ثَقِيلٍ وعَلَيَّ إزَارٌ خَفِيفٌ، قالَ: فَانْحَلَّ إزَارِي ومَعِيَ الحَجَرُ لَمْ أسْتَطِعْ أنْ أضَعَهُ حتَّى بَلَغْتُ به إلى مَوْضِعِهِ. فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ إلى ثَوْبِكَ فَخُذْهُ، ولَا تَمْشُوا عُرَاةً).[٦]
  • حدُّ عورة المرأة في الصلاة: كلّ بدنها عدا الوجه والكفين عند المالكية والشافعية، واستدلّوا على ذلك بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (المرأةُ عورةٌ فإذا خرجتِ استشرفَها الشَّيطانُ)،[٧] وبما ورد أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ حائضٍ إلَّا بخِمارٍ)،[٨] أمّا الحنفية فقالوا إن كلّ بدن المرأة عورةٌ في الصلاة ما عدا وجهها وكفّيها وقدميها،[٩] وقال الحنابلة أنّه يجب على المرأة أن تستر كلّ بدنها للصلاة ما عدا الوجه.[١٠]


صفة الثوب الساتر في الصلاة

اتفق أهل العلم على أنّ اللباس الذي تصحّ فيه الصلاة هو اللباس الذي يغطي العورة بشكلٍ كاملٍ، بحيث لا تُرى بشرتها، ولا يظهر منها شيءٌ، وذلك عند الرجل والمرأة، كلٌ على حسب حدِّ العورة عنده، وفق ما بيّنه الفقهاء.[١١][١٢]

المراجع

  1. "تكره الصلاة في الثوب إذا لم يكن على الكتف منه شيء"، إسلام ويب، 22/5/2001، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:9980، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  3. [محمد نعيم ساعي]، كتاب موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي، صفحة 145. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد (18/1/2015)، "حكم صلاة الجماعة مع شخص مكشوف العورة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  5. "حدُّ العَورةِ"، الدرر السَّنيَّة، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المسور بن مخرمة، الصفحة أو الرقم:341، صحيح.
  7. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1173، صحيح.
  8. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:641، صحيح.
  9. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 744. بتصرّف.
  10. "ما هي عورة المرأة في الصلاة؟"، طريق الإسلام، 2007/10/29، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  11. مجموعة من العلماء (24/8/2004)، "لباس الرجل عند الصلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.
  12. مجموعة من العلماء (10/8/2009)، "ضوابط اللباس الساتر للعورة في الصلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.