حُكم ظهور يد المرأة في الصلاة

اختلف العلماء في حُكم ستر الكفين في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[١]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنفية: قالوا بجواز ظهور كفّي المرأة أثناء الصلاة وعدم وجوب سترهما، وهو القول الذي اختاره أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قدامة من الحنابلة، وقد استدلوا بتفسير ابن عباس وعائشة لقول الله -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)،[٢] بأنّ الزينة الظاهرة الوجه والكفّين، واستدلّوا أيضاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ)،[٣] فلو وُجب ستر الكفّين والوجه وحُرّم ظهورهما لما حرّم سترهما وقت الإحرام.
  • الحنابلة: قالوا بوجوب ستر الكفّين في الصلاة.


حكم انكشاف جزء من شعر المرأة أثناء الصلاة

اختلف العلماء في الحكم على الصلاة بالصحة أو البطلان بسبب انكشاف جزءٍ يسيرٍ ممّا يجب ستره أثناء الصلاة، كظهور جزءٍ من شعر المرأة، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء في تلك المسألة:[٤]

  • الحنفية والحنابلة: قالوا بعدم بطلان الصلاة بسبب ظهور جزءٍ بسيطٍ ممّا يجب ستره أثناء الصلاة.
  • المالكية: قالوا بعدم بطلان الصلاة بسبب ظهور جزءٍ من شعر المرأة أثناء الصلاة؛ لأنّها من العورة المخفّفة التي يُعفى عنها.[٥]
  • الشافعيّة: قالوا إنَّ الصلاة تبطل بظهور كلّ العورة أو جزءٍ منها.


حُكم ظهور رقبة المرأة أثناء الصلاة

لا يجوز للمرأة إظهار رقبتها بالصلاة، لأنّها من العورة الواجب عليها سترها داخل الصلاة وخارجها، فالرقبة ليست من الوجه الذي يجوز إظهاره بالصلاة، وإن ظهرت دون قصدٍ فلا حرج ولا إثم ويُحكم على الصلاة بالصحة فلا تبطل، مع ضرورة الحرص على عدم ظهورها، وسترها جيداً.[٦]


حكم ظهور قدمي المرأة في الصلاة

اختلف العلماء في حكم ظهور قدمي المرأة أثناء الصلاة ويرجع ذلك إلى خلافهم في حكم سترهما، وفيما يأتي بيان خلافهم وأقوالهم في تلك المسألة وما ذهبوا إليه:[٧]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّه لا يجوز ظهور قدمي المرأة بالصلاة، إذ إنّ سترهما شرطٌ من شروط الصلاة لا تتمّ دون الإتيان سترهما، ولا تصحّ بانكشاف القدمين.
  • الحنفية: لم يشترطوا ستر ظاهر القدمين، أي أنّ الصلاة تصحّ إن انكشف أعلى وظاهر القدَمين، ولا يترتّب أي حرجٍ.


حكم صلاة المرأة في الثياب الضيقة والقصيرة

يجب على المرأة أن تستر جسدها للصلاة بلباسٍ واسعٍ فضفاض ليس ضيّقاً يحدّد أعضاءها وتفاصيل جسدها، كما أنّه لا بدّ أن يكون اللباس ثخيناً ليس خفيفاً يُظهر ما تحته، فلا يكون ساتراً إن أظهر لون الجلد على سبيل المثال، وإن أدّت المرأة الصلاة بلباسٍ ضيقٍ؛ كالبنطال على سبيل المثال؛ فإنّ صلاتها صحيحةٌ إلّا أنّه يترتّب عليها إثمٌ.[٨]

المراجع

  1. خالد عبد المنعم الرفاعي (23/4/2012)، "حكم كشف اليد في الصلاة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  2. سورة النور، آية:31
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1838، صحيح.
  4. إسلام ويب (23/11/2008)، "حكم صلاة المرأة إذا انكشف جزء من شعرها أو رقبتها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 172. بتصرّف.
  6. لجنة الافتاء (11/3/2019)، " حكم إظهار منطقة أسفل الذقن إلى الرقبة من المرأة"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  7. محمد حسن عبد الغفار، كتاب أحكام انفرد بها النساء عن الرجال، صفحة 3. بتصرّف.
  8. محمد صالح المنجد (23/2/2005)، "هل يمكن للفتاة أن تصلي بالبنطلون؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2021. بتصرّف.