الدعاء في قيام الليل

الدعاء في قيام الليل من أعظم أوقات استجابة الدعاء، وقد فُضّلت صلاة قيام الليل على غيرها من العبادات بعد الفرائض؛ لِشرفها وشَرفَ وقتها، كما أنّ وقت السَّحر من أفضل أوقات استجابة الدعاء، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنهُ- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[١][٢]


دعاء قيام الليل

ليس لقيام الليل دعاءٌ معينٌ، فللمسلم أن يدعو بما شاء وأراد من خيري الدنيا والآخرة، أمّا صلاة قيام الليل فقد خُصّصت لها بعض الأدعية والأذكار التي منها:[٣]

  • دعاء الاستفتاح: وهو الدعاء الذي تُستفتح به الصلاة، ويردّد بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة، وقد ورد عدّة صيغٍ له، منها: (اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ)،[٤] ومنها أيضاً: (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[٥]
  • دعاء السجود: ومن أدعية السجود: (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).[٦]
  • دعاء الوتر: وقد وردت عدّة صيغٍ لدعاء الوتر، منها: (اللهمَّ اهدِني فِيمَنْ هَدَيتَ، وعافني فيمن عافَيْتَ، وتولَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقِني شرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وإنه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتعالَيْتَ).[٧]


قيام الليل

الليل في الشرع يبدأ بغروب الشمس وما جاءت به النصوص الشرعية حول قيام الليل فيُراد به عبادة الله -تعالى- وعبادته في أي وقتٍ من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، والأفضل في الثلث الأخير من الليل، وقد رغّبت به وحثّت عليه الشريعة الإسلامية في عددٍ من النصوص الشرعيّة،[٨] قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)،[٩] ومن السنة النبوية: ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي اللهُ عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ).[١٠][٨]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7494، صحيح.
  2. محمد فقهاء (10/3/2012)، "قيام الليل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021. بتصرّف.
  3. خالد عبد المنعم الرفاعي (2008/7/5)، "صفة قيام الليل وبعض أحكامه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/11/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7499، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:770، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:464، صحيح.
  8. ^ أ ب "قيام الليل .. صفته ووقته وفضله"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 19/11/2021.
  9. سورة المزمل، آية:1-4
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:736، صحيح.