تعريف صلاة الجماعة

يطلق مفهوم الجماعة على عدد من الناس، وهي مأخوذة من معنى الاجتماع، وسميت صلاة الجماعة؛ لاجتماع المصلين في الفعل مكاناً وزماناً.[١]


حكم صلاة الجماعة

صلاة الجماعة من الفروض العينية على الرجال القادرين المكلفين ودليل ذلك قوله تعالى: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ)،[٢] فقد أمر بها سبحانه وتعالى في حالة الخوف للجميع ومن باب أولى وجوبها في حالة السلم والأمان على الجميع أيضا، وقد أمر الله -سبحانه بأدائها مع جماعة المسلمين في عددٍ من الآيات القرآنية، منها: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).[٣][٤]


شروط صحة صلاة الجمعة

لا يُحكم على صلاة الجماعة بالصحّة إلّا إن تحقّقت مجموعةٌ من الشروط الآتي بيانها وذكرها:[٥]

  • أن يحضر الصلاة اثنان أو أكثر ممّا تجب عليهم الصلاة باتّفاق العلماء.
  • أن يكون الإمام ذكراً إن كان المُقتدين به ذكوراً، إذ لا تصحّ إمامة المرأة بالرجال أو الصبيان المميزين في الصلاة في الفرائض أو النوافل على حدٍ سواءٍ، أمّا النساء فتصحّ إمامة المرأة بهنّ.
  • أن يُحسن الإمام القراءة في الصلاة والإتيان بأفعالها بصورةٍ صحيحة.
  • أن ينوي المقتدي الاقتداء بالإمام في الصلاة، فإن لم ينوِ فلا تصحّ صلاته.


كيفية صلاة الجماعة

كيفية وقوف المصلين في صلاة الجماعة

يُسنّ أن يقف المأموم عن يمين الإمام إذا كان رجلا أو صبيا مكلفا إن كانا وحدهما، فإن كانت امرأة فعليها الوقوف خلف الإمام، ولو كان مع الإمام اثنان فإن كانا رجلين فيقفان خلفه، وإن كانا رجلا وامرأة أقام الرجل عن يمينه والمرأة خلف الرجل، وإذا كانت الجماعة كثيرة وفيهم رجال ونساء وصبيان وقف الرجال في الصفوف الأولى خلف الإمام، ومن خلفهم يقف الصبيان، ثم تقف النساء للصلاة خلف الصبيان، وفي جماعة النساء تقف المرأة التي تؤم النساء في الوسط على نفس المستوى مع باقي النساء.[٦]


كيفية إدراك صلاة الجماعة

تدرك الجماعة بالركوع؛ أي أنّ مَن أدرك ركوع الركعة الثانية على سبيل المثال فيكون قد أدرك الركعة مع الإمام وتجب عليه إعادة الركعة الأولى التي فاتته، وتُدرك صلاة الجماعة كلّها إن أدرك المصلّي ركوع الركعة الأولى مع الجماعة، وتدرك الجمعة بركعة فمن أدرك الركعة الثانية فتحسب صلاته صلاة جماعة وينال أجر الجماعة بإذن الله، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن أدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاةِ مع الإمامِ، فقَدْ أدْرَكَ الصَّلاةَ).[٧][٨]


كيفية الاقتداء

يجب ألا يتقدم المأموم على الإمام في المكان وأن ينوي المقتدي الجماعة، وعليه العلم بسائر انتقالات الإمام ومتابعته له في سائر أركان الصلاة كما يجب ألا يكون بين الإمام والمأموم فاصل مكاني كبير إلا أن البُعد لكثرة صفوف الصلاة.[٩]


أقل عدد في صلاة الجماعة

اتفق الفقهاء على أن أقل ما تنعقد به صلاة الجماعة هو اثنين: إمام ومأموم. وذلك في غير الجمعة والعيدين. ويشترط جمهور الفقهاء لانعقاد الجماعة في الفروض أن يكون كلاً من الإمام والمأموم بالغين سواء كانا من الرجال أم النساء،ولا تنعقد الجماعة بصبي في فرض بخلاف النوافل فتنعقد الجماعة فيها بصبيين أوبكون أحدهما بالغ والآخر صبي اتفاقاً. [١٠]


فضل صلاة الجماعة

تترتّب العديد من الفضائل والأجور على صلاة الجماعة، منها:[١١]

  • مضاعفة الأُجور والحسنات، ورد عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً).[١٢]
  • العصمة من الشيطان، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن ثلاثةٍ في قَرْيةٍ ولا بَدْوٍ لا تُقامُ فيهم الصَّلاةُ إلَّا قد اسْتَحْوَذَ عليهم الشَّيطانُ؛ فعليكم بالجماعَةِ؛ فإنَّما يأكُلُ الذِّئبُ من الغَنَمِ القاصِيَةَ).[١٣]
  • الدخول في حفظ الله ورعايته، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ).[١٤]

المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة، صفحة 7-8. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:102
  3. سورة البقرة، آية:43
  4. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة، صفحة 8-10. بتصرّف.
  5. "الشروط اللازمة لصحة صلاة الجماعة"، إسلام ويب، 19/6/2003، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 181-182. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:607، صحيح.
  8. عبد العزيز الراجحي، فتاوى منوعة، صفحة 60. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 180-182. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 281. بتصرّف.
  11. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة، صفحة 31-37. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
  13. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج رياض الصالحين، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:1070، إسناده حسن.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:657، صحيح.