الأذان

بيان تعريف الأذان في اللغة والاصطلاح الشرعيّ آتياً:[١]

  • الأذان لغةً: هو الإعلام، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَأَذانٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ إِلَى النّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرَ)،[٢] وقوله أيضاً: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)،[٣] والأذان في الآيتين يدلّ على الإعلام.
  • الأذان شرعاً: الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظٍ مخصوصةٍ وشروطٍ مخصوصةٍ.


صيغة الأذان وألفاظه

ثبتت عدّة صيغٍ للأذان في السنة النبوية، مع الإشارة إلى جواز رفع الأذان بأيّ صيغةٍ منها، وبيان تلك الصِيغ آتياً:[٤]

  • الصيغة الأولى: وهي الصيغة الواردة عن عبدالله زيد في الرؤيا التي قصّها على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد قال بها كلٌّ من الحنفية والحنابلة، وتلك الصيغة هي: (اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ أشهدُ أن لا إلَه إلا اللهُ أشهدُ أن لا إلَه إلا اللهُ أشهدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ أشهدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الفلاحِ حيَّ على الفلاحِ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلَه إلا اللهُ).[٥]
  • الصيغة الثانية: ولا تختلف عن الصيغة الأولى إلّا في أمرٍ؛ فيقول المؤذّن: (اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ)، ثمّ يأتي بالشهادتَين بصوتٍ منخفضٍ بدرجةٍ أقلّ قليلاً من صوته السابق، فيقول: (أشهدُ أن لا إلَه إلا اللهُ أشهدُ أن لا إلَه إلا اللهُ أشهدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ أشهدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ)، ثمّ يعود فيرفع صوته ويقول: (حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الفلاحِ حيَّ على الفلاحِ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلَه إلا اللهُ)، وهي الصيغة التي صرّح بها الشافعية.
  • الصيغة الثالثة: وتكون بقول: (الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أنّ محمداً رسول الله أشهد أنّ محمداً رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله)، وهي الصيغة التي صرّح بها المالكية، وقد استدلّوا بأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- علّم أبا محذورة الأذان بالتكبير مرّتين فقط أوله، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي محذورة -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَلَّمَهُ هذا الأذَانَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ...).[٦]


الحكمة من مشروعيّة الأذان

شُرع الأذان تحقيقاً للعديد من الحِكم؛ منها: الإعلام والإخبار بدخول وقت الصلاة، بالإضافة إلى الإخبار بمكان إقامة الصلاة، وجمع المصلّين لأدائها جماعةً؛ طمعاً في نيل الأجر العظيم المترتّب على أداء الصلاة جماعةً، كما أنّ الأذان فيه تنبيهٌ للغافلين عن الصلاة، والمُنشغلين عنها في أمور الحياة الدنيا، ودعوةٌ لهم للحرص على أداء الصلاة التي تعدّ من أعظم النَّعم، ونيلاً للفضائل المترتّبة عليها؛ فهي الصِلة بين العبد وربّه، وغيرها من الفضائل العديدة.[٧]


المراجع

  1. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 691. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:3
  3. سورة الحج، آية:27
  4. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 168-172. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم:499، حسن صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي محذورة سمرة بن معير، الصفحة أو الرقم:379، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 78. بتصرّف.