كم عدد ركعات قيام الليل؟

قيام الليل ليس مخصصٌ بعدد معين، حيث لم يرد نص شرعيّ يحدّد عدد ركعات قيام الليل، وفيما يأتي شيء من التفصيل:[١][٢]

  • اتفق أهل العلم على أن أقل عدد لأداء قيام الليل ركعتان، مستدلين بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[٣]، وللمسلم أن يصلّي ما شاء من الركعات في قيامه لليل، حيث لا حدّ لأكثره.
  • ويفضّل للمسلم اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والسير على طريقه وسنته، حيث جاءت روايات متعددة تبيّن عدد الركعات التي كان يصليها في قيامه لليل، فبعضها ذكرت أنه كان يصلّي إحدى عشرة ركعة، حيث جاء في الحديث الصحيح التي ترويه السيدة عائشة رضي الله عنها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ)،[٤] وبعضها ذكرت أنه كان يصلّي ثلاث عشرة ركعة، ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٥]


فضل قيام الليل

يعد قيام الليل من أفضل الأعمال الصالحة وأنفعها للمسلم، فهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رغّب به وحثّ على المحافظة عليه، فقد أثنى الله عزّ وجلّ على عباده الذين يقومون الليل، ووعدهم بالجزاء العظيم، وفيما يأتي بيان بعض فضائله:[٦]

  • أفضل النوافل بعد الفرائض، روى الإمام مسلم في صحيحه: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).[٧]
  • سبب لنيل رحمة الله تعالى، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (رحم اللهُ رجلًا قام من اللَّيلِ فصلَّى و أيقَظَ امرأتَه ، فإن أبَتْ نضحَ في وجههِا الماءَ ، و رحم اللهُ امرأةً قامتْ مِن اللَّيلِ فصلَّتْ و أيقظتْ زوجَها ، فإن أبى نضحَتْ في وجهِه الماءَ).[٨]
  • سبب للقُرب من الله تعالى، وتكفير الذنوب ومحوها، والابتعاد عن ارتكاب الآثام، ورفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ).[٩]
  • يعدّ قيام الليل علامة على تقوى العبد وإيمانه، وصدقه وإخلاصه، فهو شرف المؤمن وعزّه، ففيه إثبات لحبّ الله تعالى له، فتُرفع مكانته ويعلو قدره، حيث جاء في الحديث الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل عليه السلام: (واعلمْ أنْ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ).[١٠]


المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، قيام اليل، صفحة 17. بتصرّف.
  2. عبد الله الرحيلي، دعوة إلى السنة في تطبيق السنة منهجا وأسلوبا، صفحة 107. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:768، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:736 ، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 764، صحيح.
  6. أبو إياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 72-73. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:625، حسن.
  9. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:5555، صحيح.
  10. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبدالله وسهل بن سعد، الصفحة أو الرقم:89، صحيح.