فرض الله -عزّ وجلّ- على المسلم خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وهنّ: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكانت قد فُرضت أول الأمر خمسين ثمّ خفّفها -سبحانه- إلى خمسٍ بأجر وثواب خمسين، وقد شُرعت الصلاة تحقيقاً للعديد من الحِكم والغايات؛ منها: تطهير المسلم من الذنوب والخطايا باتخاذها ساعةً للتوبة عمّا اقترفه العبد من ذنوبٍ وسيئاتٍ، وتذكيره بأنّه عبدٌ لله، وإشعاره بالخضوع له، كما أنّ الصلاة سببٌ من أسباب تكفير الذنوب والخطايا، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أرأيتُم لو أنَّ نَهَرًا ببابِ أحدِكم يَغتَسِلُ منه كلَّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ، ما تقولون؟ هل يَبقَى مِن دَرَنِه؟ قالوا: لا يَبقَى مِن دَرَنِه شيءٌ، قال: ذاكَ مَثَلُ الصلواتِ الخمسِ، يَمحو اللهُ بها الخطايا).[١][٢]


كم عدد سجدات الصلوات الخمس؟

يبلغ عدد سجدات الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة أربعةٍ وثلاثين سجدةً، إذ يؤدي المصلّي سجدَتَين في كلّ ركعةٍ من ركعات الصلوات، فصلاة الظهر تؤدّى أربع ركعاتٍ أي أنّها تتضمّن ثمان سجداتٍ، وكذلك الأمر في صلاتي العصر والعشاء، وصلاة المغرب تؤدّى ثلاث ركعاتٍ، أي أنّ عدد سجداتها ست سجداتٍ، وصلاة الفجر فيها أربع سجداتٍ موزعةٍ على ركعتَين، وبناءً على ما سبق فإن عدد الركعات المفروضة على المسلم في اليوم والليلة سبعة عشرة ركعةً في كلّ ركعةٍ سجدَتَين، وبذلك فإنّ مجموع السجدات أربعة وثلاثين سجدةً.[٣]


مسائل متعلقة بالسجود

حكم السجود في الصلاة

السجود في الصلاة ركنٌ من أركانها، أي أنّه لا بدّ من الإتيان به، وتبطل الصلاة وتجب إعادتها بعدم أدائه، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[٤] وقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في حديث تعليم الصلاة الصحيحة: (ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا).[٥][٦]


كيفية السجود الصحيحة

يؤدّى بالسجود على سبعة أعضاءٍ، أي بوضعها على الأرض وتمكينها منها، والأعضاء تلك هي: الجَبين مع الأنف، واليدَين، والركبتَين، وأصابع القدَمين، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ ولَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ والشَّعَرَ).[٧][٦]


ما يقال في السجود

يسبّح المصلّي ربّه في السجود بقول: (سبحان ربي الأعلى) مرةً واحدةً، ويُسنّ تكرارها ثلاث مراتٍ أو أكثر، ويُمكن أيضاً التسبيح في السجود بصيغٍ أخرى، منها:[٨]

  • سبحان ربي الأعلى وبحمده.
  • سبوح قدّوس رب الملائكة والروح، أخرج الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ).[٩]
  • سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، أخرج البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).[١٠]

المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:8925، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  2. ابن المنذر، الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف، صفحة 318. بتصرّف.
  3. سورة الحج، آية:77
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:793، صحيح.
  5. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، أركان الصلاة، صفحة 7-8. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:812، صحيح.
  7. حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 65-67. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4293، صحيح.