ما هو الاحتلام؟

الاحتلام هو ما يراه النائم أثناء نومه من الجماع والمباشرة وما شابهه، ويصاحب ذلك في الغالب نزول المني،[١] وهو علامة من علامات البلوغ، كما يكون من الرجل والمرأة على حدّ سواء،[٢] دلّ على ذلك ما جاء في حديث أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- فقالت: (جَاءَتْ أمُّ سُلَيْمٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ اللهِ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ)،[٣] ويعد الاحتلام موجباً من موجبات الغسل وسبباً من أسبابه، فإذا احتلم المسلم أو المسلمة وجب عليهما الغسل، وفي هذا المقال بيانٌ لكيفية الغسل من الاحتلام.


كيفية الاغتسال من الاحتلام

يمكن للمسلم أن يغتسل ويتطهّر من جنابته بسبب الاحتلام من خلال كيفيتيْن؛ كيفية مجزئة، وكيفية كاملة، وفيما يلي بيان ذلك:[٤]


كيفية الغسل المجزئ

وهي الكيفية الواجبة، التي تتضمن ركنيْ الغسل؛ وهما نية رفع الحدث الأكبر، وتعميم البدن كاملاً بالماء، بفعل ذلك مرة واحدة،[٥] مع التأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء البدن، والأماكن التي يصعب وصوله إليه، دون إضافة سنن ومستحبات الغسل، دلّ على ذلك حديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امْرَأَةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي فأنْقُضُهُ لِغُسْلِ الجَنَابَةِ؟ قالَ: لَا. إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ).[٦][٤]


كيفية الغسل الكامل

وهي الكيفية المسنونة المستحبة، التي تتضمن أركان الغسل وسننه، وهي الصفة التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتطهّر بها، وتكون بالخطوات التالية:[٤][٥]

  • أن ينوي رفع الحدث الأكبر.
  • ثم يسمّي الله.
  • ثم يغسل يديه ثلاث مرات.
  • ثم يغسل فرجه ثلاث مرات.
  • ثم يتمضمض ثلاث مرات.
  • ثم يستنشق ثلاث مرات.
  • ثم يغسل وجهه ثلاث مرات.
  • ثم يخلّل لحيته.
  • ثم يغسل يديه إلى المرفقيْن ثلاث مرات.
  • ثم يخلّل شعر رأسه مع وصول البلل إلى أصول شعره.
  • ثم يصبّ الماء على رأسه ثلاث مرات.
  • ثم يفيض الماء على سائر بدنه، مبتدئاً بشقه الأيمن ثم الأيسر.
  • ثم يغسل رجليه في نهاية الغسل.


وتتساوى المرأة مع الرجل في كيفية الغسل، إلا أنها لا يجب عليها تخليل شعر رأسها خلافاً للرجل، فإنه يستحب ذلك له، للحديث السابق الذي ورد عن أم سلمة في قولها: (فأنْقُضُهُ لِغُسْلِ الجَنَابَةِ؟ قالَ: لَا)،[٦] فدلّ ذلك على عدم وجوب نقض ضفائر شعرها عند الغسل من الجنابة،[٤] وقد دلّ على هذه الكيفية المسنونة حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ).[٧]



المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 187. بتصرّف.
  2. عبد الغني المقدسي، عمدرة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم، صفحة 46. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:313، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 248-253. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 359-360. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:330، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:316، حديث صحيح.