كيفية الاغتسال من النفاس

يعد النفاس حدثاً أكبراً موجباً للغسل، ويكون الاغتسال منه كبقية كيفيات الاغتسال؛ كالاغتسال من الحيض والجنابة، ونحوه، والاغتسال في ديننا له طريقتان ثبتتا في السنة النبوية، وآتياً بيانهما:[١]


كيفية الاغتسال الكاملة

وهي الكيفية المستحبة التي يسنّ للمرأة فعلها؛ اقتداء بفعله -صلى الله عليه وسلم-، وآتياً بيان خطواتها:[٢]

  • أن تنوي المرأة بقلبها الغسل من النفاس، ورفع الحدث الأكبر.
  • ثم تغسل فرجها.
  • ثم تتوضأ وضوءاً كاملاً كما تتوضأ للصلاة.
  • ثم تفيض الماء على رأسها ثلاث مرات، مع التأكد من وصول الماء إلى أصول شعرها، وإلى جميع الرأس، وذلك بتخليل وفرك أصابعها بشعرها.
  • ثم تفيض الماء على جميع بدنها؛ مبتدئة بجانبها الأيمن، ثم الجانب الأيسر، ثم تعمّ الماء على سائر بدنها.


وقد ثبتت هذه الصفة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أمهات المؤمنين عائشة وميمونة رضي الله عنهما-، ومن ذلك حديث أم المؤمنين عائشة حيث قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ).[٣]


كيفية الاغتسال المجزئة

وهي الكيفية الواجبة التي تقتصر فيها المرأة على الإتيان بفروض الغسل، دون السنن والمستحبات، فتنوي نية رفع حدث نفاسها، وتستحضره في قلبها، ثم تقوم بإفاضة الماء على سائر بدنها، ويجب أن تتأكد من تعميم الماء على جميع أجزاء جسدها، وإيصاله إلى الأماكن التي يصعب وصول الماء إليه، ومما يدل على هذه الكيفية ورود أحاديث تذكر أدنى صفة للغسل، دون ذكر سنن الغسل كالكيفية السابقة، ومن ذلك ما جاء في حديث أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله، فقالت: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امْرَأَةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي فأنْقُضُهُ لِغُسْلِ الجَنَابَةِ؟ قالَ: لَا. إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ).[٤][٥]


وقت وجوب اغتسال المرأة من النفاس

يجب على المرأة أن تغتسل من النفاس عند طهارتها منه، فمتى انقطع الدم وجب عليه الغسل، ولزمها الصلاة والصوم، ويجوز لزوجها أن يجامعها ويطأها، ولو انقطع الدم قبل نهاية الأربعين يوماً،[٦] وتعرف المرأة طهارتها من النفاس من خلال علامتين؛ تطهر المرأة بحصول واحدة منهما، وهما:[٧]

  • جفاف محل خروج الدم وانقطاعه؛ حيث لو أدخلت المرأة قطنة بيضاء في فرجها خرجت نظيفة جافة كما هي.
  • القصة البيضاء؛ وهو ماء أبيض نقي، يخرج من فرج المرأة بعد نهاية الحيض والنفاس وانقطاع الدم، ويكون دليلاً على الطهارة.



المراجع

  1. محمد إبراهين التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 359-360. بتصرّف.
  2. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 281. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:316، حديث صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:330، حديث صحيح.
  5. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 251-252. بتصرّف.
  6. "متى تغتسل النفساء؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2022. بتصرّف.
  7. "مسائل وأحكام في النفاس"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2022. بتصرّف.