ثبت في السنة النبوية كيفيات متعددة وعدد ركعات مختلفة لصلاة الوتر، فأداؤها يختلف من حيث عدد ركعاتها وهيئتها، ومن إحداها أداء الوتر تسع ركعات، وهي كيفية ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، دلّ عليها ما جاء في حديثيْ أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهنّ-، فجاء في حديث عائشة: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عن صَلَاةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللَّيْلِ؟ فَقالَتْ: سَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتي الفَجْرِ)،[١] وجاء في حديث أم سلمة: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يوترُ بثلاثِ عشرةَ ركعةً ، فلمَّا كبِرَ وضعُفَ أوترَ بتسعٍ)،[٢] وآتياً التفصيل في بيانها.


كيفية صلاة الوتر بتسع ركعات

يجوز أداء صلاة الوتر تسع ركعات بإحدى صفتين، وهما:[٣][٤]

  • أن يأتي المصلي بتسع ركعات متصلة؛ يسرد الركعات الثمانية دون أن يفصل بسلامٍ، وعند انتهائه من السجدة الثانية من الركعة الثامنة يجلس للتشهد دون أن يسلّم، ثم يقوم ويأتي بالركعة التاسعة، ثم يتشهد ويسلّم، وثبتت هذه الكيفية في صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها-، فقالت: (كًنَّا نُعِدُّ له سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ ما شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لا يَجْلِسُ فِيهَا إلَّا في الثَّامِنَةِ، فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي التَّاسِعَةَ، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا).[٥]
  • أن يأتي المصلي بتسع ركعات منفصلة؛ فيصلّي الركعات الثمانية اثنتين اثنتين، يسلّم فيهن من كل ركعتين، ثم يأتي بالركعة التاسعة منفصلة، فيختم بها وتره، ودلّ على هذه الكيفية ما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ)،[٦] فتصحّ هذه الكيفية أيضاً إن أوتر بتسع ركعات أو بسبعٍ أو بخمسٍ.


آراء الفقهاء في الوتر بتسع ركعات

ذهب الشافعية والحنابلة من الفقهاء إلى القول بجواز هذه الكيفية، خلافاً للحنفية والمالكية؛ حيث إن الوتر عند الحنفية ثلاث ركعات، تؤدى بتشهدين وسلام مثل صلاة المغرب، وأما المالكية فالوتر عندهم ركعة واحدة، تُؤدى منفصلة بعد ركعتي الشفع، وأما الشافعية والحنابلة؛ فقالوا: أن أقل الوتر ركعة واحدة، وأكثره إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وأدنى الكمال عندهم ثلاث ركعات. [٧]


وقال الشافعية إن الأفضل في حق من يصلي الوتر تسع ركعات أن يفصل بينهنّ، فيسلّم من ركعتين، ويأتي بالتاسعة منفردة كالكيفية الثانية، وذهب الحنابلة إلى أن الأفضل أن يسرد الركعات الثمانية سرداً، ويجلس للتشهد في الركعة الثامنة دون سلام، ثم يصلي التاسعة كالكيفية الأولى.[٧]


ما يقرأ في صلاة الوتر إن أوتر بتسع

الثابت في السنة النبوية ما يقرؤه المصلي في الركعات الثلاث الأخيرة من الوتر، حيث يسنّ له أن يقرأ بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة سورة الإخلاص، سواء أوتر بثلاث ركعات، أو أكثر إن فُصلت عما قبلها من الركعات، وقيل يستحب قراءتهم حتى لو وُصلت بما قبلها.[٨][٩]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1139، حديث صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1707، إسناده صحيح.
  3. محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 632-633. بتصرّف.
  4. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 355-357. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:746، حديث صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:736، حديث صحيح.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 296-297. بتصرّف.
  8. "عدد ركعات الوتر وما يُقرأ فيها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2022. بتصرّف.
  9. "الفرعُ الخامسُ: القراءةُ في صلاةِ الوترِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2022. بتصرّف.