كيف يقف المأموم مع الإمام

موقف الإمام والمأموم

يقف الإمام إلى الإمام من المأموم، أي أنّ المأموم يقف إلى خلف الإمام، فلا يجوز للمأموم أن يتقدّم على إمامه، فإن تقدّم عليه فصلاته باطلةٌ إن تقدّم دون عذرٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّما جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ به، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وإذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أجْمَعُونَ)، [١] فلا يجوز تقدّم المأموم على الإمام؛ لأنّ الائتمام اتباعٌ ولا يتحقّق إن تقدّم المأموم على إمامه؛ لأنّه بذلك يكون غير تابعٍ له.[٢]


موقف المأموم الواحد

يُسنّ للمأموم الواحد أن يقف إلى يمين الإمام، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (بِتُّ في بَيْتِ خَالَتي مَيْمُونَةَ، فَبَقَيْتُ كيفَ يُصَلِّي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ إلى القِرْبَةِ فأطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ في الجَفْنَةِ -أَوِ القَصْعَةِ- فأكَبَّهُ بيَدِهِ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بيْنَ الوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، قالَ: فأخَذَنِي فأقَامَنِي عن يَمِينِهِ...).[٣][٤]


موقف المأمومين إن كانوا اثنين أو أكثر

يقف المأمومون إن كانوا اثنين أو أكثر خلف الإمام في صلاة الجماعة باتفاق العلماء، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (ثُمَّ جِئْتُ حتَّى قُمْتُ عن يَسَارِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ بيَدِي فأدَارَنِي حتَّى أَقَامَنِي عن يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ جَبَّارُ بنُ صَخْرٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عن يَسَارِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيْنَا جَمِيعًا، فَدَفَعَنَا حتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ).[٥][٦][٧]


موقف النساء من الإمام في صلاة الجماعة

يقفن النساء في صفٍ واحدٍ إن كانت امرأةٌ التي تؤمهنّ، وتقف في وسطهنّ، قال الإمام النووي -رحمه الله-: "السنة أن تقف إمامة النساء وسطهن، لِما رُوي أنّ عائشة وأم سلمة أمّتا نساءً فقامتا وسطهنّ"، أمّا إن كان الإمام رجلاً فيقن خلفه، وإن صلّى معهن بعض الرجال فيقف الإمام وخلفه الرجال ثمّ النساء، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (خيرُ صفوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشرُّها آخِرُها، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ آخرُها، وشرُّها أوَّلُها)،[٨] ففي الحديث إشارةٌ إلى أنّه ينبغي تأخّر للنساء عن الرجال في صفوف الصلاة، ونقل ابن عبد البرّ وابن رجب إجماع العلماء على ذلك، ولأنّ الرجال أضبط في تصحيح خطأ الإمام إن وقع منه.[٩][١٠]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:734، صحيح.
  2. "تقدُّمُ المأمومِ على الإمامِ في الصَّلاةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:763، صحيح.
  4. "موقِفُ المأمومِ الواحدِ من الإمامِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، الصفحة أو الرقم:3010.
  6. "موقفُ المأمومِينَ إذا كانوا اثنينِ فأكثرَ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021. بتصرّف.
  7. حسام الدين عفانة، فتاوى د حسام عفانة، صفحة 37. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:440، صحيح.
  9. "كيف يقف المأموم مع الإمام"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 29/11/2021. بتصرّف.
  10. "موقف النساء من الامام"، المكتبة الحديثية الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 29/11/2021. بتصرّف.