قيام الليل وفضله

يُراد بقيام الليل: استغلال كلّ وقت الليل أو بعضه بالتقرّب من الله -سبحانه- بالعبادات والطاعات بمختلف صورها وأشكالها؛ كالصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر، والتسبيح، والاستغفار، والدعاء، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد يُسبق بالنوم بعد صلاة العشاء أو لا يُسبق.[١]


كيف يُمكن للحائض أن تقوم الليل؟

يُمكن للحائض قيام الليل بالعديد من العبادات والطاعات من غير الصلاة، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • النية: فيجوز للحائض أن تنوي قيام الليل مع عدم استطاعتها وقدرتها على الصلاة، فتنال أجر وفضل الصلاة بإذن الله، قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أتى فراشَه وَهوَ ينوي أن يقومَ يصلِّي منَ اللَّيلِ، فغلَبتهُ عيناهُ حتَّى أصبحَ كُتِبَ لَه ما نَوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليهِ من ربِّهِ عزَّ وجلَّ).[٢][٣]
  • قراءة القرآن: فيجوز للحائض قراءة القرآن في قيام الليل بناءً على قول العلماء القائلين بجواز قراءة القرآن للحائض، إذ إنّهم اختلفوا في حكم قراءته في حقّ الحائض وذهبوا في لك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٤]
  • الإمام مالك وشيخ الإسلام اين تيمية: قالوا بجواز قراءة القرآن للحائض، وقد استدلّوا بعدّة أدلةٍ بيانها آتياً:
  • إنّ الأصل الجواز ولا تُحرّم قراءة القرآن على الحائض إلّا إن ورد دليلٌ يدلّ على التحريم، ولم يرد أي دليلٍ على ذلك، وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (ليس في منع الحائض من القراءة نصوصٌ صريحةٌ صحيحةٌ، ومعلومٌ أنّ النساء كن يحضن على عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء).
  • إنّ الله -تعالى- أمر بتلاوة القرآن الكريم، ووعد بالثواب والأجر على تلاوته، ولا يُمنع أي أحدٍ من ذلك إلّا بدليلٍ، ولم يرد دليلٌ يمنع الحائض.
  • إنّ الحيض لا يُمكن قياسه على الجنابة (أي الوصف المعنوي القائم بالجسد بسبب الجِماع أو نزول المني؛ وهو الماء الخارج من المرأة أو الرجل بسبب اللذة والشهوة)[٥] في المنع من تلاوة القرآن الكريم، فمَن أصابته الجنابة يُمكن له إزالتها، أمّا الحائض فقد تطول مدّة إصابتها بالحيض.
  • إنّ منع الحائض من تلاوة القرآن يفوت بسببه الأجر والثواب، كما أنّها تحتاج لتلاوته بغرض التعلم والتعليم والحفظ.
  • جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا بعدم جواز قراءة القرآن للحائض، ويُستثنى من ذلك الآيات التي تُردّدها من باب ذكر الله والدعاء، وأدلتهم على ذلك هي:
  • الحديث الضعيف الوارد عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، إذ قال: (لا تقرَأُ الحائضُ ولا الجنبُ شيئًا من القرآنِ).[٦]
  • قياس الحيض على الجنابة؛ فكما أنّ قراءة القرآن لا تجوزعلى مَن أصابته الجنابة، فلا تجوز أيضاً على الحائض.
  • الاستغفار والدعاء وذكر الله: فيُمكن للحائض قيام الليل بالاستغفار والدعاء والتسبيح وذكر الله،[٧] إذ يستحبّ لقائم الليل الإكثار من الدعاء بخيري الدنيا والآخرة والاستغفار وخاصّةً آخر وقت الليل.[٨]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 233-232. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:1786، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 127. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد (7/8/1999)، "قراءة القرآن أثناء الحيض"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد (2/7/2011)، "ما هي الجنابة التي توجب الغسل؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في المحرر، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:74، صحيح.
  7. "قيام الليل يحصل بالذكر والقراءة والدعاء لمن لا يستطيع الصلاة"، إسلام ويب، 31/3/2016، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 234. بتصرّف.