ما هي صلاة البردين؟

يقصد بصلاة البردين صلاة الفجر وصلاة العصر، فالبَرْدان (بفتح الباء وسكون الراء) هما صلاتا الفجر والعصر، وقد سمّيتا بذلك؛ نسبة إلى وقت أدائهما، فهما تصليان في وقت بردي النهار؛ أي طرفيْه أول النهار وآخره، حيث إن وقت صلاة الفجر هو براد الليل؛ أي آخر الليل، ووقت صلاة العصر هو براد النهار؛ أي آخر النهار، ولأن وقتهما يكون أبرد من غيرهما؛[١] فوقت الفجر قبل طلوع الشمس وهو أبرد ما يكون من الليل، حيث تظهر برودة الهواء ورطوبته، ووقت صلاة العصر قبل غروب الشمس، وهو أبرد ما يكون من النهار، حيث يظهر انكسار حرارة الشمس.[٢][٣]


وقد أُخذ لفظ البردين على هاتين الصلاتين من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال فيهما: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٤]كما تسمى صلاة الفجر والعصر بالعصريْن؛ فلفظة العصر تعني عند العرب بطرف النهار،[٥] فقد جاء في حديث فضالة الليثي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعلّمه فقال له: (حافِظْ على العَصْرَيْنِ، وما كانت مِن لُغَتِنا. فقلتُ وما العَصْرانِ؟ فقال: صلاةٌ قبلَ طلوع ِالشمسِ، وصلاةٌ قبلَ غروبِها).[٦]


فضل المحافظة على صلاة البردين

خصّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاتي الفجر والعصر بالذكر في أحاديثه والتأكيد على المحافظة عليهما في وقتهما؛ لفضيلتهما وأهميتهما؛ حيث إن وقتهما هو وقت انشغالٍ وراحةٍ، فيكون الناس في غفلة عنهما؛ فإن وقت صلاة الفجر هو وقت لذة النوم وراحة الجسد، فيتعاجز الإنسان عن الاستيقاظ، ووقت العصر هو وقت انشغال الناس في أعمالهم ومصالحهم، أو بعد انتهاء من أعمالهم، فيكون وقتها عند راحتهم، وبالتالي فإن المحافظة عليهما في وقتهما دليل على الإيمان، فينبغي للمسلم أن يحرص عليهما ويلتزم بأدائهما، لعظم أجر العبادة في وقت الغفلة والانشغال،[٧] ومن الأحاديث والفضائل التي جاءت فيهما كثيرة، منها:[٨][٩]


دخول الجنة والنجاة من النار

إن المحافظة على صلاتي الفجر والعصر من أسباب دخول الجنة؛ للحديث المذكور سابقاً، وسبب لعدم دخول النار؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ).[١٠][٨]


شهادة الملائكة على من يحافظ عليهما

إن صلاتي الفجر والعصر مشهودتان، فملائكة الليل والنهار تجتمع في وقتي الفجر والعصر، وتحضر الصلاتيْن، وتشهد على من يؤديهما ويحافظ عليهما، وتشهد بذلك أمام الله، فجاء في الحديث: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).[١١][٨]


رؤية الله -عزّ وجلّ-

إن من يحافظ على صلاتي الفجر والعصر سوف يحظى بلذة النظر إلى الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة، فجاء في الحديث: (كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا...).[١٢][٩]


المراجع

  1. "صلاة البردين "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2022. بتصرّف.
  2. "شرح حديث أبي موسى: من صلى البردين دخل الجنة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2022. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، صفحة 54. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574، حديث صحيح.
  5. الحطاب الرعيني المالكي، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، صفحة 389. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن فضالة الليثي، الصفحة أو الرقم:428، حديث صحيح.
  7. التوربشتي، الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي، صفحة 188. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت محمد إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 226. بتصرّف.
  9. ^ أ ب النووي، رياض الصالحين، صفحة 320-321. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم:634، حديث صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:555، حديث صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:554، حديث صحيح.