تعريف مبطلات الصلاة

مبطلات الصلاة هي: الأقوال والأفعال التي تُخرج الصلاة عن حقيقتها، وتجعلها ليست بالصحيحة، بل فاسدةً، ويترتّب حينها على المسلم إعادة الصلاة، إذ يجب على المسلم أداء الصلاة بالإتيان بأركانها وشروطها دون زيادةٍ أو نقصانٍ، كما وردت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).[١][٢]


مبطلات الصلاة

تبطل الصلاة ولا يتحقّق المقصود منها وتجب إعادتها بإحدى الأمور الآتية:[٣][٤]

  • الأكل أو الشرب عمداً: وقد نقل ابن المنذر -رحمه الله- إجماع العلماء على بطلان الصلاة بسبب الأكل والشرب عمداً، إذ قال: "أجمع أهل العلم على أنّ مَن أكل أو شرب في صلاة الفرض عامداً أنّ عليه الإعادة".
  • التحدّث بكلامٍ دون مصلحةٍ وحاجةٍ للصلاة: وذلك إن كان الكلام عن قصدٍ وإرادةٍ، أمّا إن كان عن جهلٍ ودون قصدٍ ونسياناً فالصلاة صحيحة ولا تبطل بذلك الكلام، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ).[٥]
  • الحركة الكثيرة عن عمدٍ وقصدٍ: فالعمل والحركة من غير أعمال الصلاة إن كانت كثيرةً تبطل الصلاة بسببها، أمّا إن كانت قليلةً؛ فلا تُبطل الصلاة، وقد بيّن الإمام النووي -رحمه الله- الضابط في ذلك فقال: "إنّ الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيراً أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف... أن الرجوع فيه إلى العادة فلا يضرّ ما يعدّه الناس قليلاً، كالإشارة بردّ السلام، وخلع النعل، ورفع العمامة ووضعها، ولبس خفٍّ ونزعه، وحمل صغيرٍ ووضعه ودفع مارٍ، ودلك البصاق في ثوبه وأشباه هذا، وأمّا ما عدّه الناس كثيراً؛ كخطواتٍ كثيرةٍ متواليةٍ وفعلاتٍ متتابعةٍ؛ فتُبطل الصلاة".
  • الضحك في الصلاة: وقد نقل الإمام ابن المنذر إجماع العلماء على بطلان الصلاة بسبب الضحك في الصلاة.
  • ترك ركنٍ أو شرطٍ من الصلاة عن قصدٍ: فإن ترك المصلّي الركوع عمداً تجب عليه إعادة الصلاة، وكذلك إن ترك الطهارة قبلها عن قصدٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقَالَ له: ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ).[٦]
  • التحوّل عن اتجاه القبلة: إذ يجب على المصلّي أن يتّجه نحو القبلة طيلة فترة أداء الصلاة، فلا يتحوّل عنها.[٧]
  • كشف العورة: فيجب على المسلم ستر العورة بالحدّ المطلوب في الصلاة، وعدم كشفها أبداً،[٧] وعورة الرجل الواجب سترها ما بين السرّة والركبة، أمّا المرأة فيجب عليها ستر كامل جسدها في الصلاة إلّا وجهها وكفّيها.[٨]
  • انتقاض الوضوء أثناء الصلاة: فيجب على المصلّي أن يبقى على طهارةٍ تامةٍ إلى حين الانتهاء من الصلاة.[٧]
  • وقوع نجاسةٍ في المكان أو الثوب أو الجسد: فإن وقعت على إحدى المواضع السابقة؛ بطلت الصلاة، وتجب إعادتها.[٧]
  • تغيير النية: فإنّ غيّر المصلّي النيّة من صلاةٍ إلى أخرى، أو عزم على الخروج من الصلاة، أو تردّد فيها، أو ألغاها؛ فصلاته باطلةٌ.[٧]
  • التسليم من الصلاة عمداً: فإنّ سلّم المصلّي من صلاته قبل إتمامها عمداً بطلت صلاته.[٧]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، صحيح.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1021. بتصرّف.
  3. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 271-275. بتصرّف.
  4. "مبطلات الصلاة، وهل الشك مما يبطلها؟"، إسلام ويب، 21/12/2000، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معاوية بن الحكم السلمي، الصفحة أو الرقم:537، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6667، صحيح.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1033-1040. بتصرّف.
  8. محمد صالح المنج (31/8/2009)، "ما هي حدود العورة في الصلاة ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2021. بتصرّف.