الصلاة النارية

يُراد بالصلاة النارية: الصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقول: "اللهمَّ صلِّ صلاةً كاملةً وسلّم سلاماً تاماً على سيدنا محمدٍ الذي تنحلّ به العُقد، وتتفرّج به الكُرب، وتُقضى به الحوائج، وتُنال به الرغائب، وحسن الخواتيم، ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه في كلّ لمحةٍ ونفسٍ".[١]


حكم الصلاة النارية

لم تثبت الصلاة النارية عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ولم تصح عنه، إذ إنّ ألفاظها مشتملةٌ على ألفاظ شركٍ بالله -تعالى-، وغلوٍّ بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأفعالٍ لا تصحّ نسبتها إلّا لله -سبحانه-، مثل: قضاء الحاجة وتيسير الأمور، وتفريج الهموم والكروب، فمثل هذه الأمور لا يملكها إلّا الله، القال في كتابه العزيز: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"،[٢] كما قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لابنته فاطمة الزهراء: "سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا"،[٣] كما أنّ إحداث وإيجاد أمرٍ جديدٍ في الدِّين لم يأمر به الله -عزّ وجلّ- أو الرسول -عليه الصلاة والسلام- من البِدع المردودة غير المقبولة، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ"،[٤] وأخرج الإمام مسلم أيضاً في صحيحه عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "شَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".[٥][٦][٧]


الصيغ الصحيحة للصلاة على النبيّ

تردّد الصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالعدد من الصيغ، يُذكر منها:[٨]

  • "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".[٩]
  • "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".[١٠]
  • "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".[١١]
  • "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وآلِ إبْرَاهِيمَ".[١٢]
  • "اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وعلى أهْلِ بَيْتِه، وعلى أزواجِه وذُرِّيَّتِه، كما صَلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ، وبارِكْ على مُحمَّدٍ وعلى أهْلِ بَيْتِه، وعلى أزْواجِه وذُرِّيَّتِه، كما باركتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ".[١٣]
  • "اللَّهمَّ صلِّ علَى مُحمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ، وعلَى آلِ محمَّدٍ، كَما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، وبارك علَى محمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ، وعلى آلِ محمَّدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مجيدٌ".[١٤]


المراجع

  1. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 237. بتصرّف.
  2. سورة النمل، آية:62
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4771، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2697، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:867، صحيح.
  6. خالد عبد المنعم الرفاعي (1/5/2014)، "حكم الصلاة التفريجية أو النارية"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  7. محمد صالح المنجد (14/3/2001)، "الصلاة النارية"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  8. شحاتة صقر، كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها، صفحة 34-30. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عمرو أبي مسعود، الصفحة أو الرقم:405، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6360، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:6358، صحيح.
  13. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجال من الصحابة، الصفحة أو الرقم:23173، صحيح.
  14. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:670، حسن.