ما حكم ظهور جزء من الرقبة في الصلاة؟

يختلف حكم ظهور جزء من الرقبة في الصلاة بين الرجل والمرأة، فأما الرجل فلا يؤثر ظهور جزء من رقبته أو ظهورها كاملة على صحة صلاته، لأن الرقبة ليست عورةً بالنسبة له، أما بالنسبة للمرأة فإن الرقبة من العورة، فإذا ظهر جزء منها في الصلاة فإن ذلك يؤثر على صحة صلاتها، وقد يصل الأمر إلى بُطلان الصلاة ووجوب إعادتها، بحسب مُدة الظهور وسببه، وفي ذلك خلاف بين الفقهاء،[١] وبيانه فيما يأتي.


حكم ظهور شيء من العورة في الصلاة

  • ستر العورة شرط لصحة الصلاة عند جمهور أهل العلم، سواء أكان ذلك في حق الرجل أو في حق المرأة، وقد بين الشرع حدود العورة بالنسبة للرجل والمرأة، سواء العورة المخففة أو المغلظة، وقد بيَّنَ أهل العلم أن من انكشفت عورته انكشافاً يسيراً بغير قصد ثم سترها في الحال أثناء الصلاة سواء أكان رجلًا أو امرأة فإن صلاته صحيحة بالاتفاق، وسواء أكانت العورة مغلظة أو مخففة؛ لأنه سَتَرها في الحال ولم يتعمد كشفها، ولأن الكشف يسير، وإن انكشف الكثير فاحتاج لعمل كثير لستره فتبطل صلاته حينئذ، ويجب عليه إعادتها في الوقت باتفاق الفقهاء.[٢]
  • أما إن انكشف شيء من العورة بلا قصد فلم يستره المصلي في الحال ففيه اختلاف بين صحة الصلاة وبطلانها، فذهب الجمهور إلى عدم بطلان الصلاة؛ لأن الكشف يسير، ودليل ذلك ما جاء في حديث عمرو بن سلمة -رضي الله عنه- قال: " فَكنتُ إذا سجَدتُ تَكشَّفت عنِّي فقالتِ امرَأةٌ منَ النِّساءِ واروا عنَّا عورةَ قارئِكم فاشتَروا لي قميصًا عمانيًّا[٣] ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم، ولأن الاحتراز من القليل أمر شاق، والكثير هو ما فَحُش في النظر، أما الشافعية فذهبوا إلى بطلان الصلاة بانكشاف العورة، وأنها تبطل بالقليل والكثير، أما إن كان كَشْفُ العورةِ عَمداً فتبطل الصلاة باتفاق الفقهاء جميعاً.[١]


حدود العورة

حَدُّ عورَةِ الرَّجُل في الصلاة

اتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة وأكثر أهل العلم على أن حدود العورة للرجل هي ما بين السرة والركبة، بدليل ما جاء في الحديث عن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عندما رأى أحد الصحابة -رضي الله عنهم- كاشفاً لجزء مما بين سرته وركبته فقال له: (ارجعْ إلى ثوبِكَ فخُذْه ولا تَمشُوا عُراةً)،[٤] أما السرة والركبة فليستا من العورة، وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وأما الكتفين فاختلف الفقهاء في اشتراط تغطيتهما أثناء الصلاة، وذهب الجمهور إلى استحباب ذلك.[٥]


حدُّ عورةِ المرأةِ في الصَّلاة

ذهب المالكية والشافعية وأكثر أهل العلم إلى أنه يجب على المرأة ستر كامل جسدها في الصلاة عدا الوجه والكفين، وذلك لما جاء في الحديث عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنه قال: (المرأةُ عورةٌ)،[٦] ولا يجب على المرأة أن تنتقب في الصلاة بلا حاجة، وذلك بإجماع أهل العلم.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب إسلام ويب (23/11/2008)، %1$s&ampshare=https://www.islamweb.net/ar/fatwa/115118/ "حكم صلاة المرأة إذا انكشف جزء من شعرها أو رقبتها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2021. بتصرّف.
  2. %1$s&ampshare=https://islamqa.info/ar/answers/135372/انكشف-جزء-من-بدنها-في-الصلاة-ثم-سترته-في-الحال "حكم انكشاف جزء من الرقبة"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عمرو بن سلمة، الصفحة أو الرقم:585، حديث صحيح.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن المسور ابن مخرمة رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم:341.
  5. ^ أ ب "حدود العورة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/11/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في ارواء الغليل، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:273، حديث صحيح.