عدد تسليمات صلاة التراويح

يسلّم المصلّي من صلاة التراويح ست مراتٍ إن أدّى صلاة التراويح إحدى عشرة ركعةً؛ بالتسليم من كلّ ركعتَين ثمّ التسليم من ركعة الوتر الأخيرة، أو يسلّم ست أو سبع مراتٍ إن أدّى التراويح ثلاث عشرة ركعةً، فالتسليم في صلاة التراويح يكون بعد أداء كلّ ركعتَين، ويُمكن الزيادة على عدد الركعات -سابق الذكر- إلّا أنّ الثابت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يصلّي إحدى عشرة أو ثلاث عشر ركعةً، ويُمكن أن تؤدّى كل أربع ركعاتٍ على حدة؛ أي بالتشهّد والتسليم مرةً وحدةً بعد الركعة الرابعة، وهذا صحيحٌ وواردٌ عنه -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد أخبرت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن صلاة رسول الله، فقالت: (ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ).[١][٢][٣]


حكم صلاة التراويح

اتّفق العلماء على أنّ صلاة التراويح سنةٌ مؤكدةٌ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٤] واتّفقوا على أنّ القيام المذكور في الحديث صلاة التراويح.[٥]


وقت صلاة التراويح

يبدأ وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء وينتهي برفع الأذان الثاني للفجر، فيُصلّيها المسلم متى شاء في الوقت المحدد لها، أمّا في حال كون المصلّي إماماً فمن الأفضل أن يُقيم صلاة التراويح بعد صلاة العشاء؛ لأنّ في تأخيرها إثقالٌ ومشقةٌ على المصلّين ويؤخّرهم عن قضاء حاجاتهم.[٦]


التسليم آخر الصلاة عند المذاهب الأربعة

اختلفت أقوال وآراء العلماء في التسليم آخر الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٧]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعيّة والحنابلة: قالوا إنّ الخروج من الصلاة لا يكون إلّا بالتسليم منها، وتبطل الصلاة بالخروج منها بأيّ فعلٍ آخرٍ، استدلالاً بأنّ التسليم من الصلاة رُكناً من أركانها، والركن تحديداً التسليمة الأولى أمّا الثانية فسُنّةٌ.
  • الحنفية: قالوا إنّ التسليم آخر الصلاة واجبٌ من واجباتها، ويُجبر تركه بأداء سجود السهو ولا تبطل الصلاة بتركه، أي أنّ المصلّي يخرج من الصلاة بالتسليم أو بنقض الوضوء أو الانصراف بعد التشهّد، فإن انصرف بعد التشهّد فاسياً فلا إثم عليه ويسجد للسهو، أمّا إن قصد ترك التسليم فالصلاة صحيحةٌ إلّا أنّه أساء في أدائها.


صيغة التسليم في الصلاة

الأفضل للمصلي الاقتصار على قول: (السلام عليكم ورحمة الله) عند التسليم من الصلاة عن اليمين واليسار، فهي الصيغة المحفوظة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، أمّا زيادة لفظ: (وبركاته) على الصيغة السابقة؛ فمن الأفضل تركها، إلّا أنّ الصلاة لا تبطل إن لفظ بها المصلّي.[٨]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:738، صحيح.
  2. إسلام ويب (18/10/2008)، "عدد التسليمات في صلاة التراويح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.
  3. سماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، "عدد ركعات صلاة التراويح"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.
  5. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 358. بتصرّف.
  6. الشيخ محمد صالح المنجد (11/11/2002)، "وقت صلاة التراويح"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.
  7. إسلام أون لاين، "التسليم آخر الصلاة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.
  8. سماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، "كيفية التسليم في ختام الصلاة"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.