صلاة الخسوف

صلاة الخسوف هي: الصلاة التي تؤدّى بكيفية مخصوصةٍ محددةٍ عند ذهاب جزء أو كلّ نور وضوء الشمس أو القمر، وقد ثبتت مشروعيّتها عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن المغيرة بن شُعبة -رضي الله عنه-: (انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وصَلُّوا حتَّى يَنْجَلِيَ)،[١] وفي المقال بيان ما يتعلّق بعدد ركعاتها، وكيفية أدائها.[٢]


كم عدد ركعات صلاة الخسوف؟

اتّفق العلماء على أنّ صلاة الخسوف تؤدّى ركعتان، إلّا أنّهم اختلفوا في بيان كيفيتهما وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٣]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة الخسوف تؤدى ركعتين بالقيام والركوع والقراءة والسجود مرّتين لكلّ منها، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالنَّاسُ معهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا قَدْرَ نَحْوِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ)،[٤] أي أنّها تؤدّى بتكبيرة الإحرام، ثمّ قراءة سورة الفاتحة، ثمّ قراءة ما تيسّر من القرآن على أن تكون القراءة طويلةً، ثمّ الركوع ركوعاً طويلاً، ثمّ الاعتدال من الركوع وقراءة سورة الفاتحة والقراءة مرةً أخرى قراءةً طويلةً بأقل من القراءة الأولى، ثمّ الركوع ركوعاً ثانياً طويلاً أقلّ من الركوع الأول، ثمّ الاعتدال من الركوع والوقوف وقوفاً طويلاً، ثمّ أداء سجودَين طويلَين، والإطالة بالجلوس بين السجدَتَين، ثمّ القيام والاعتدال لأداء الركعة الثانية كالركعة الأولى إلّا أنّها أقلّ من الركعة الأولى من الإطالة في القراءة والركوع وغير ذلك من الأفعال، ثمّ الجلوس بعد إتمام الركعة الثانية للتشهّد والتسليم.[٥]
  • الحنفية: قالوا إنّ صلاة الخسوف تؤدّى ركعتين كغيرهما من الركعات، بالقيام والقراءة والركوع مرةً واحدةً لكلّ منها، والسجود مرّتين، أيّ أنّ صلاة الخسوف تؤدّى كغيرها من النوافل والتطوّع دون تمييزها بأيّ أمرٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي بُكرة نُفيع بن الحارث -رضي الله عنه-: (خَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِداءَهُ، حتَّى انْتَهَى إلى المَسْجِدِ وثابَ النَّاسُ إلَيْهِ، فَصَلَّى بهِمْ رَكْعَتَيْنِ، فانْجَلَتِ الشَّمْسُ).[٦]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:1060، صحيح.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 444. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 258-256. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:907، صحيح.
  5. محمد صالح المنجد (2/11/2013)، "صفة صلاة الكسوف"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:1063، صحيح.