صلاة الفجر إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في اليوم والليلة، وتختلف عن باقي الصلوات بأنّ لها أذانَين، وقد شرع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الأذان الأول قبل وقت الفجر، أمّا الأذان الثاني فيُرفع بعد طلوع الفجر.[١]


لماذا يؤذن للفجر مرتين؟

يؤذن المؤذّن لصلاة الفجر أذانَين لحكمٍ وغاياتٍ مقصودةٍ؛ إذ يرفع المؤذن الأذان الأول للفجر قبل وقت الفجر لتنبيه الناس بقُرب طلوع الفجر، وليستيقظ النائم، ولأداء الوتر لمَن نام دون أدائه، وليتسحّر مَن أراد الصيام، ولا يتعلّق بالأذان الأول أيّ أمرٍ، فلا تصلّى فريضة الفجر عند رفعه، ولا يجب الإمساك للصيام، أمّا الأذان الثاني فيرفعه المؤذن بعد طلوع الفجر، وتصلّى فريضة الفجر عند رفعه، ويجب أيضاً الإمساك عن جميع المفطرات لمَن نوى الصيام بمجرّد رفعه، والحكمة من الأذان الثاني تكمُن بإعلام الناس بدخول وقت صلاة الفجر، ويتميّز عن الأذان الأول بقول: "الصلاة خيرٌ من النوم" فيه.[١][٢]


الدليل على مشروعية الأذانين للفجر

ثبتت مشروعية الأذانَين للفجر في السنة النبوية، فقد وردت عدّة أحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تُثبت رفع أذانَين للفجر، منها:[١][٢]

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يَمْنَعَنَّ أحَدَكُمْ -أوْ أحَدًا مِنكُم- أذَانُ بلَالٍ مِن سَحُورِهِ، فإنَّه يُؤَذِّنُ -أوْ يُنَادِي بلَيْلٍ- لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، ولِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وليسَ أنْ يَقُولَ الفَجْرُ -أوِ الصُّبْحُ- وقَالَ بأَصَابِعِهِ ورَفَعَهَا إلى فَوْقُ وطَأْطَأَ إلى أسْفَلُ حتَّى يَقُولَ هَكَذَا وقَالَ زُهَيْرٌ: بسَبَّابَتَيْهِ إحْدَاهُما فَوْقَ الأُخْرَى، ثُمَّ مَدَّهَا عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ).[٣]
  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (إنَّ بلَالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ)،[٤] فكان للرسول مؤذنان؛ بلال وابن أمّ مكتوم، وكان بلال يرفع الأذان الأول للفجر، واب أمّ مكتوم يرفع الأذان الثاني.
  • ورد عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أنّها قالت: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا أذَّنَ عَمْرٌو فكُلوا واشرَبوا؛ فإنَّهُ رَجُلٌ ضَريرُ البَصَرِ، وإذا أذَّنَ بِلالٌ فارْفَعوا أيديَكم؛ فإنَّ بِلالًا لا يُؤَذِّنُ -كذا قال- حتى يُصبِحَ).[٥]


حكم الأذانَين للفجر

الأذان الثاني للفجر الذي يُرفع عند طلوع الفجر هو الأذان الواجب، أمّا الأذان الأول الذي يُرفع قبل طلوع الفجر فيُستحبّ ولا يجب إن كان هناك حاجةٌ إليه، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه فعله في شهر رمضان، ولم يفعلهُ في غيره من الشهور، حيث كان بلال بن رباح -رضي الله عنه- يرفع الأذان الأول ليُوقظ النائم، وينبّه القائم قبل الفجر بقليلٍ، أمّا أهل العلم فقد استحبّوا الأذانَين مطلقاً وعدم الاقتصار عليهما في شهر رمضان فقط، للتنبيه والاستعداد لأداء صلاة الفجر، وللاستعداد للإمساك عن المُفطرات لمَن نوى الصيام.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "حكم التأذين قبل الفجر ثلاث مرات"، الإسلام سؤال وجواب، 9/3/2018، اطّلع عليه بتاريخ 29/11/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "مسائل حول الأذانين لصلاة الصبح"، إسلام ويب، 17/11/2007، اطّلع عليه بتاريخ 29/11/2021. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:621، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:622، صحيح.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:25521، صحيح.
  6. "هل النداء بأذانين في صلاة الفجر مشروع؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 30/11/2021.