حكم الصلاة عند سماع الأذان مباشرة

حكم الصلاة عند سماع الأذان مباشرة تناوله أهل العلم من جانبين، وفيما يأتي توضيح للمسألة من خلال الإجابة على السؤالين الآتيين:


هل تجوز الصلاة عند سماع الأذان مباشرة؟

يجوز للمسلم أنْ يصلي أوّل سماعه للأذان؛ ذلكم أنّ الأذان إعلان لدخول وقت الصلاة؛ فإذا قال المؤذن: "الله أكبر" فقد أعلن دخول وقت الصلاة، وإذا دخل وقت الصلاة صحت الصلاة، ولا يشترط للمصلّي أنْ ينتظر انتهاء الأذان كاملاً،[١] والواجب على المؤذنّ أنْ يتحرّى بدقّة تحقّق دخول وقت الصلاة؛ لأنّ دخول وقت الصلاة شرط لصحّة الأذان،[٢] وصدق الله العظيم إذ يقول: فقال -سبحانه-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).[٣]


هل يسنّ للمسلم الصلاة عند أوّل سماع الأذان؟

هديُ النبي -صلى الله عليه وسلم- أنْ يستمع المسلم للأذان، وأنْ يردّد معه، ويقول كما يقول،[١] ومن هنا؛ فإنّ مباشرةُ الصلاة فور سماع الأذان -سواءً كانت صلاة الفريضة أو السّنة القبليّة أو تحية المسجد- فيه مخالفة لسنّة النبي الكريم، وفيه فوات كثير من الأجور، ورغم ذلك؛ فإنّ هذا الفعل لا يترتّب عليه إثماً، وفي ذات الوقت يحسُن بالمسلم أنْ ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان ثمّ يشرع في صلاته؛ خاصة إذا لم يكن مضطّراً لأداء الصلاة فوراً.


الفضائل التي تفوت المصليّ إذا صلّى أوّل الأذان

تظهر هذه الفضائل باستحضار الأعمال التي يسنّ للمسلم القيام بها عند سماع الأذان ولحين إقامة الصلاة، ويمكن تلخيصها على النّحو الآتي:


  • فوات أجر التّرديد مع المؤذن والصلاة على النّبي -صلى الله عليه وسلم بعدها، وخسارة أحد أسباب نيل شفاعته المباركة يوم القيامة، ففي الصحيح عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ).[٤]


  • إذا دخل المصلي بالصلاة المفروضة عند أوّل سماعه للأذان يكون بذلك قد فاته أجر صلاة السّنن القبلية، ويكفي في هذا المقام استذكار فضل ركعتي سنّة الفجر، حيث صحّ عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).[٥]


ولعلّ من المناسب الإشارة إلى أنّ الاستماع الواعي للأذان فيه تعظيم لشعائر الله -عزّ وجلّ- مصداقاً لقوله سبحانه: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٦] وهو فرصة لتجديد الإيمان، حيث يتضمّن الأذان إعلان الوحدانية "لا إله إلا الله"، وهذا أفضل الذّكر، يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: (أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأَفضلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ).[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب لجنة الإفتاء (7/5/2005)، "هل يصح المباشرة بصلاة الفريضة عند أول الأذان؟"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2023. بتصرّف.
  2. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 178، جزء 1. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:103
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:384، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، صحيح.
  6. سورة الحج، آية:32
  7. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1858، صحيح الإسناد.