المحافظة على الصلاة

الصلاة في الإسلام لها مكانةٌ عظيمةٌ ومنزلةٌ رفيعة؛ فهي الركن الثاني من أركان بعد الشهادتين، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ..."،[١] فالصلاة بمثابة الصلة بين العبد وربّه، والعلامة الدالة على محبّة العبد لربّه، والإيمان به، والتجرّد إليه، والوسيلة للتطهير من الذنوب والمعاصي، والخضوع والانكسار التامّ له -سبحانه-، والتربية على تقوى الله والتوكّل عليه وحده.[٢]


كيف تحافظ على صلاتك؟

يجدر بالمسلم المحافظة على أداء الصلاة في وقتها وعدم التهاون فيها، ومن الوسائل التي تُعينه على تحقيق ذلك:

  • معرفة أجر المحافظة على الصلاة: فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ أداء الصلاة أوّل وقتها من أحبّ الأعمال إلى الله -عزّ وجلّ-، إذ أخرج البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها"،[٣] كما رُتّب الذنب على التهاون في أدائها والتكاسل عنها، قال -تعالى-: "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ".[٤][٥]
  • الدعاء: فيتقرّب المسلم من ربّه ويسأله أن يوفّقه لأداء الصلاة والمحافظة عليها، ويجدر به الإخلاص في الدعاء، واليقين بالاستجابة، قال -تعالى-: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".[٦][٥]
  • مجاهدة النفس وتربيتها: فتدريب النفس على أداء الصلاة في أول وقتها يحتاج إلى جهدٍ وإرادةٍ أوّل الأمر، ثمّ يصبح عادةً شيئاً فشيئاً، ويُمكن تدريب النفس بالعديد من الوسائل والطرق؛ منها: ضبط الساعة على أوقات الصلاة، والاتفاق مع شخصٍ ما لأداء الصلاة معه، وغيرها من الطرق.[٥]
  • الصُحبة الصالحة: فالصُحبة والرفقة الصالحة من أفضل ما يُعين على التزام الطاعات والابتعاد عن المعاصي والمحرّمات.[٥]
  • الإكثار من الطاعات: فيحرص المسلم على الإكثار من ذكر الله، وتسبيحه، وقراءة القرآن، والاستغفار، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وغيرها من العبادات التي تحقّق القُرب من الله -سبحانه-.[٧]
  • استشعار مراقبة الله: فذلك ممّا يغرس حبّ الصلاة في نفس العبد، والإقبال عليها بإخلاصٍ لله، وبرغبةٍ إليه، ورهبةٍ منه.[٨]
  • تقديم الحياة الآخرة على الدنيا: فالجدير بالعبد تقديم ما ينفعه في الحياة الآخرة على أمور الحياة الدنيا من المُلهات والمشاغل، فأداء الصلاة أول وقتها أولى من مكالمةٍ هاتفيةٍ على سبيل المثال.[٨]
  • الحرص على أداء الصلاة جماعةً: فالحرص على الذهاب إلى المسجد من حين رفع الأذان وأداء الصلاة جماعةً من أعظم الأسباب التي تُعين المسلم على المحافظة على الصلاة وعدم التكاسل عنها.[٩]
  • الطمع بالاستظلال في ظلّ الله يوم القيامة: قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ...".[١٠][٩]
  • البُعد عن الذنوب والمعاصي: فالجدير بالمسلم التقيّد بالأحكام الشرعيّة، وعدم اقترافٍ أي عملٍ تترتّب عليه الذنوب والسيئات.[٩]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. عبدالله الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 14-18. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:527، صحيح.
  4. سورة الماعون، آية:4-5
  5. ^ أ ب ت ث "13 وسيلة للحفاظ على الصلاة"، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  6. سورة غافر، آية:60
  7. فريق الموقع (11/6/2000)، "نصيحة في المحافظة على الصلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "92 طريقة لتعويد أولادك على الصلاةِ"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت "أريد طريقة لا تجعلني متكاسلا عن الصلاة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:660، صحيح.