ينبغي للمسلم أن يحرص دائماً على صلاته والمحافظة عليها، فهي من أجلّ العبادات عند الله تعالى، حيث إنها من أعظم مقامات وقوف العبد بين يدي ربه ومناجاته، ولذلك على المسلم أن يقوم بأداء صلاته بالكيفية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتكون صلاته موافقة لصلاته عليه الصلاة والسلام، بأفعالها وأقوالها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)،[١] وفي هذا المقال سيتم بيان الكيفية الصحيحة لأداء الصلاة، كما أمرنا الله تعالى به وأمرنا بها رسوله.


خطوات وكيفية أداء الصلاة

بعد أن يتحقق المسلم من طهارته ووضوئه، واستقباله للقبلة، لا بدّ من اتباع الخطوات الآتية مرتبةً:[٢][٣][٤]


النية

حيث يقوم المصلي باستحضار النية بقلبه، فيحدد الصلاة التي ينوي أدائها، هل هي فريضة أو تطوع، وإن كانت فرضاً، هل هي الظهر أو العصر، ونحو ذلك، وإن كانت نافلة، هل هي سنة راتبة، أم سنة وضوء، ونحو ذلك.


تكبيرة الإحرام

يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، وهي التكبيرة التي يفتتح به الصلاة، فيقول: "الله أكبر"، مع رفع يديه عند التكبير ومدّ أصابعه وضمّها، وتكون بمحاذاة كتفيه أوأذنيه، متجّهاً بصره إلى موضع سجوده، ولا تصح الصلاة بغير تكبيرة الإحرام؛ لأنها ركن من أركان الصلاة.


دعاء الاستفتاح

ثم يضع يديه على صدره، حيث يضع راحة يده اليمنى على ظهر يده اليسرى، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح، وهو سنة، وله صيغ عدة، منها: (للَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ).[٥]


قراءة سورة الفاتحة

بعد أن ينتهي المصلي من قول دعاء الاستفتاح، يبدأ بقراءة سورة الفاتحة، بعد قوله الاستعاذة والبسملة، وعليه أن يقرأ الفاتحة بتأنٍ وخشوع، ويسنّ له بعد الانتهاء من قراءة الفاتحة أن يقرأ ما شاء من آيات القرآن الكريم.


الركوع

يكبّر المصلي رافعاً يديه للركوع بعد الانتهاء من القراءة، فينحني حتى يتساوى ظهره مع رأسه، ويضع يديه على ركبتيه، ويفرّق بين أصابعه، ويطمئن في ركوعه، ويقول في ركوعه ما ورد في السنة النبوية من أذكار، منها: "سبحان ربي العظيم"، ويكررها ثلاث مرات.


الرفع من الركوع

ثم يرفع رأسه ويقول: "سمع الله لمن حمده"، فإذا اعتدل واقفاً يقول: "ربنا ولك الحمد"، ويسنّ له أن يزيد، فيقول: (رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ، أهْلَ الثَّنَاءِ والْمَجْدِ، أحَقُّ ما قالَ العَبْدُ، وكُلُّنَا لكَ عَبْدٌ: اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ).[٦]


السجود

ثم يكبر رافعاً يديه ويسجد، فينزل على ركبتيه أولاً ثم يديه، ويباعد يديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويضم أصابعه باتجاه القبلة، ويسجد على سبعة أعضاء وهي: (الجبهة، والأنف، واليدين، والركبتين، وباطن أصابع الرجلين)، ويقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" مع تكرارها ثلاث مرات، أو يقول: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح"، أو أي ذِكر ورد في السنة النبوية استحباب قوله في السجود، ثم يرفع من سجوده ويجلس مفترشاً رجله اليسرى جالساً عليها، وناصباً اليمنى، واضعاً يديه على فخذيه، فيقول: "رب اغفر لي رب اغفر لي"، ويسنّ أن يزيد فيقول: "رب اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارقني، واهدني، واجبرني"، ثم يكبر ويسجد مرة أخرى ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.


جلسة الاستراحة

بعد أن ينتهي من السجدة الثانية، يرفع رأسه مكبّراً، ويجلس جلسة خفيفة، تسمى جلسة الاستراحة، ثم يكبر ويقوم بعدها للركعة التالية.


التشهدان

  • التشهد الأول: بعد الانتهاء من السجدة الثانية من الركعة الثانية في الصلوات الرباعية كصلاة الظهر، والصلوات الثلاثية، وهي صلاة المغرب، يجلس المصلي مفترشاً رجله اليسرى، وناصباً اليمنى، وواضعاً يديه على فخذيه، ويقبض أصابع يده اليمنى باستثناء السبابة، فيقوم برفعه، ثم يقول التشهد: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)،[٧] وبعدها يقوم للركعة الثالثة، وإذا كانت الصلاة ثنائية كصلاتي الفجر والجمعة، يستمر في جلوسه ويقرأ بعد التحيات الصلاة الإبراهيمية، وهي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٨]
  • التشهد الأخير: ويكون بعد الانتهاء من السجدة الثانية من الركعة الرابعة في الصلوات الرباعية، وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب، حيث يجلس المصلي متورّكاً؛ أي ينصب رجله اليمنى، ويفترش رجله اليسرى، ويضعها تحت فخذ رجله اليمنى ويخرجها، ويقول في جلوسه هذا التحيات والصلاة الإبراهيمية.


التسليم

بعد أن يجلس المصلي للتشهد، ويقول التحيات والصلاة الإبراهيمية، سواء في الركعة الرابعة من الصلوات الرباعية، أو الركعة الثالثة من صلاة المغرب، أو الركعة الثانية من الصلوات الثنائية، يسلّم عن يمينه وعن شماله، بقوله: "السلام عليكم ورحمة الله".


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، صحيح.
  2. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 179-224. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، صفحة 115-125. بتصرّف.
  4. عبد الله بن أحمد بن علي الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 22-29. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:598 ، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:477، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:7381، صحيح.
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن كعب بن عجرة ، الصفحة أو الرقم: 4797، صحيح.