معنى الافتراش في الصلاة

بيان معنى الافتراش في اللغة والاصطلاح الشرعيّ آتياً:

  • الافتراش لغةً: هو بسط الشيء وعدم قبضه، فيُقال: افترش الشيء؛ أي بَسَطَهُ، وافترش ذراعيه؛ أي أنّه بسطهما على الأرض، وجعلهما كالفِراش، ومن ذلك أيضاً: افتراش البِساط؛ أي الجلوس عليه، وافتراش المرأة؛ أي اتّخاذها زوجةً.[١]
  • الافتراش اصطلاحاً: يُطلق في الشَّرع على الافتراش في الصلاة، ويُراد به: جَعْل الرِجل اليُسرى أسفل المقعدة؛ كأنّها فراشٌ للجالس، مع إخراج الرِجل اليُمنى من الجهة اليُمنى وذلك عند الجلوس في الصلاة.[٢]


حكم الافتراش في الصلاة

اختلف العلماء في حكم جلوس المصلّي مُفترشاً في صلاته، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٣]

  • الحنفية: قالوا إنّ الافتراش في الصلاة سنةٌ في حقّ الرجال دون النساء، فيجعل المصلّي الرَجل رِجْلَه اليُمنى أسفل مقعدته، ويُخرج قدمه اليُمنى من الجهة اليُمنى ويقبض أصابع قدمه اليُمنى؛ بحيث يجعلها تجاه القِبلة قدر استطاعته.
  • المالكية: قالوا إنّ سنّة الجلوس في الصلاة الإفضاء؛ أي جَعْل الرِجل اليُسرى مع الألية (الأليتَين هما: ما يُجلس عليهما)[٤] اليسرى على الأرض، مع جَعْل القدم اليُسرى باتجاه اليُمنى، وإخراج القدم اليُمنى باتّجاه اليُسرى أيضاً.
  • الشافعية: قالوا إنّ الجلوس على هيئة الافتراش سنةٌ في جميع الجلسات في الصلاة، إلّا في الجلوس الأخير.
  • الحنابلة: قالوا إنّ الجلوس افتراشاً في الصلاة سنةٌ، وذلك في الجلوس بين السجدتَين، وفي الجلوس للتشهّد الأول.


دليل الافتراش في الصلاة

ثبتت جلسة الافتراش في الصلاة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي حُميد الساعديّ -رضي الله عنه- في بيان صفة صلاته -عليه الصلاة والسلام-: (أنَا كُنْتُ أحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ...فَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ علَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ونَصَبَ اليُمْنَى، وإذَا جَلَسَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ونَصَبَ الأُخْرَى وقَعَدَ علَى مَقْعَدَتِهِ).[٥][٦]


ترك الافتراش في الصلاة

لا يترتّب أي إثمٍ على ترك الافتراش في الصلاة، إلّا أنّ مَن تركه يكون قد ضيّع أجر السُنّة، فالصلاة صحيحةٌ إن جلس المصلّي بكيفيةٍ أخرى مختلفةٍ عن كيفية الافتراش، وفي ذلك قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: (قال أصحابنا لا يتعيّن للجلوس في هذه المواضع هيئةً للإجزاء بل كيف وجد أجزأه، سواءً تورّك، أو افترش، أو مدّ رجليه، أو نصب ركبتيه أو أحدهما أو غير ذلك، لكنّ السنّة التورّك في آخر الصلاة والافتراش فيما سواه)،[٧] فعلى سبيل المثال إن ترك المصلّي الافتراش حين جلوسه في الصلاة بسبب مرضٍ أو ألمٍ في القدم، أو بسبب ضخامة الجسم، وغير ذلك من الأسباب؛ فيجلس كيفما يتيسّر له، استدلالاً بعدّة أدلةٍ، منها: قول الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)،[٨] وقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ)،[٩] فيجلس المصلّي بحسب استطاعته وقدرته.[١٠]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 278-277. بتصرّف.
  2. خالد بن إبراهيم الصقعبي، مذكرة القول الراجح مع الدليل، صفحة 105. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 239. بتصرّف.
  4. "المقصود بالأليتين"، إسلام ويب، 15/7/2004، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:828، صحيح.
  6. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 292. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 7300. بتصرّف.
  8. سورة التغابن، آية:16
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7288، صحيح.
  10. محمد صالح المنجد (3/2/2008)، "كيف يجلس من لا يستطع أن يجلس جلسة الافتراش في الصلاة؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2021. بتصرّف.