التشهّد في الصلاة إمّا أن يكون تشهّداً أولاً أو تشهّداً أخيراً، فالتشهّد الأول يكون بعد أداء ركعتَين في الصلوات التي تؤدّى ثلاث أو أربع ركعاتٍ، وهو ذاته التشهّد الأخير بالنسبة للصلوات التي تؤدّى ركعتين، أمّا التشهّد الأخير فيكون بعد إتمام الثلاث أو الأربع الركعات كلّها.[١]
تعريف التشهّد
يُعرّف التشهّد في اللغة والاصطلاح الشرعيّ كما يأتي:[٢]
- التشهّد في اللغة: مصدرٌ من الفعل تشهّد، ويُراد به: النطق بالشهادَتين؛ أي شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله.
- التشهّد في الاصطلاح الشرعيّ: يُراد به: النطق بكلمة التوحيد، وعلى التشهّد الذي يُؤدّى في الصلاة بقَوْل: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُه".[٣]
أنواع التشهّد في الصلاة
الشهّد في الصلاة إمّا أن يكون:[٤][١]
- تشهّد أوّل: ويعّد التشهّد الأول أو الأوسط للصلوات التي تؤدّى ثلاث أو أربع ركعاتٍ، وهو التشهّد الأخير أيضاً بالنسبة للصلوات التي تؤدّى ركعَتَين، وهو واجبٌ من واجبات الصلاة، يجبره المُصلّي بسجود السهو إن تركه سهواً.[٥]
- تشهّد ثانٍ: ويسمّى التشهّد الأخير، وهو ركنٌ من أركان الصلاة يؤدّى في ختامها قبل السلام منها، ويُقصد بأنّه ركنٌ؛ أي أنّه جزءاً لا ينفكّ عن الصلاة، وأساساً في قيامها ووجودها، ولا تقوم إلّا به، ولا يسقط الركن عن المصلّي بأيّ حالٍ، سواءً عن جهلٍ أو عمدٍ أو سهوٍ أو نسيانٍ، فإن سقط فلا بدّ حينها من إعادة الصلاة.[٦]
معاني ودلالات ألفاظ التشهّد
تدلّ ألفاظ التشهّد الذي يكون بقول: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُه"،[٣] على معانٍ ودلالاتٍ محدّدةٍ بيانها فيما يأتي:[٧]
- التحيات لله: أي أنّ الله -تعالى- يستحقّ كلّ الثناء والحمد من عباده، فهو المالك المستحقّ لكلّ التحيات من خَلقه، فالتحيات جمع تحية؛ وهي: البقاء والعظمة والمُلك لله -سبحانه-.
- الصلوات: ويُراد بها الصلوات الخمس وغيرها من العبادات والطاعات الفعلية التي يتقرّب بها العبد من ربّه.
- الطيبات: الأعمال الصالحة التي يؤديها العبد تقرّباً من الله -سبحانه-.
- السلام: اسم الله السلام، وهو اسمٌ من أسمائه الحسنى، وقد يُراد به السلام من الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- للنبيّ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-.
- علينا: على مَن حضر وشَهِد الصلاة من إمامٍ ومأمومٍ وملائكةٍ وغيرهم.
- العباد الصالحين: هم عباد الله القائمين بما يجب عليهم من حقوقٍ لله -عزّ وجلّ-، وحقوقٍ للعباد.
- أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُه: الشهادتان، وقد سُمي تشهّداً لذكرهما فيه، والمُراد برسول الله؛ مَن يبلّغ الخبر عمّن أرسله.
المراجع
- ^ أ ب ابن علان، الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، صفحة 314. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية [مجموعة من المؤلفين]، صفحة 34. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7381، صحيح.
- ↑ ابن أبي تغلب، نيل المارب بشرح دليل الطالب، صفحة 139-140. بتصرّف.
- ↑ "حُكمُ التشهُّدِ الأوَّلِ والجلوسِ له"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، أركان الصلاة، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 855. بتصرّف.