سنن الصلاة

سنن الصلاة هي: الأقوال أو الأفعال التي يستحبّ للمصلّي الإتيان بها، إذ إنّه ينال ثواباً وأجراً على الإتيان بها، ولا ينال أي إثمٍ إن لم يأتِ بها، كما لا تبطل الصلاة إن ترك تلك السُنن عمداً وقصداً، ولا يُشرع أداء سجود السهو بسبب تركها،[١] ومن السنن المتعلّقة بالصلاة؛ وضع الأصابع واليدَين على الفخذين عند الجلوس، وفي المقال الآتي بيان كيفية وضعهما، بالإضافة إلى بيان كيفية وضعهما في السجود.[٢]


كيفية وضع الأصابع في السجود

حدّد وفصّل العلماء كيفية وهيئة وضع أصابع اليدَين وأصابع القدَمين في السجود، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:

  • وضع أصابع اليدَين في السجود: يضمّ المصلّي أصابع يديه حال السجود، فلا يجعل بينها أيّ مسافةٍ، ثمّ يوجّه المصلّي رؤوس أصابع يديه للقبلة.[٣]
  • وضع أصابع القدَمَين في السجود: يؤدّى السجود في الصلاة على سبعة أعضاءٍ؛ وهي: الجَبين مع الأنف، والركبتَين، وبواطن اليدَين، وأطراف القدَمين، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ)،[٤] ممّا يدلّ على أنّ أصابع القدَمين تُوجّه للقبلة في السجود، ويكون ذلك بثني وقبض أصابع القدَمين وعدم السجود على رؤوسها.[٥]


كيفية وضع الأصابع عند الجلوس في الصلاة

تُوضع اليدان على الفخذين عند الجلوس في الصلاة، وتُجعل رؤوس الأصابع على الرُكبتَين، وقد فصّل وبيّن العلماء في ذلك، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٦]

  • الحنفية: قالوا إنّ أطراف الأصابع تُوضع عند الرُكبتَين عند الجلوس في الصلاة، ويترك بين كلّ إصبعٍ وآخرٍ مسافةً قليلةً، ولا تُوضع كلّ الأصابع أو اليدَين على الرُكبتَين، ويرفع المصلّي سبابة يده اليُمنى عند الشهادتَين، وتحديداً عند قول: (لا إله)، ثم يُرجعها إلى مكانها، ولا يرفعها مرةً أخرى.
  • المالكية: قالوا إنّ المصلّي يمدّ السبابة والإبهام من يده اليُمنى، ويُشير بالسبابة، ويقبض كلّاً من الخنصر والبنصر والوسطى، وتُحرّك السبابة يميناً ويساراً وليس لأعلى وأسفل، ويكون التحريك من أول التشهّد إلى آخره، واستدّلوا بما ورد عن وائل بن حجر -رضي الله عنه-: (لأنظرنَّ إلى صلاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كيفَ يصلِّي فنظرتُ إليْهِ فوصفَ قالَ ثمَّ قعدَ وافترشَ رجلَهُ اليُسرى ووضعَ كفَّهُ اليُسرى على فخذِهِ ورُكبتِهِ اليسرى وجعلَ حدَّ مرفقِهِ الأيمنِ على فخذِهِ اليمنى ثمَّ قبضَ اثنتينِ من أصابعِهِ وحلَّقَ حلقةً ثمَّ رفعَ إصبعَهُ فرأيتُهُ يحرِّكُها يدعو بِها).[٧]
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ الأصابع تُوضع على الفخذين عند الجلوس في الصلاة، بحيث تلامس رؤوس الأصابع الركبتَين، وتوجّه للقبلة، دون ترك أي مسافةٍ أو فراغٍ بينها، وتُرفع السبابة اليُمنى في التشهّد عند قول: (إلا الله)، دون تحريكها، مع النظر إليها.


المراجع

  1. كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 336. بتصرّف.
  2. د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي (4/7/2015)، "سنن الصلاة الفعلية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2021. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 236. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:812، صحيح.
  5. محمد صالح المنجد (2/4/2010)، "هل يلزم في السجود مس أطراف جميع الأصابع الأرض؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2021. بتصرّف.
  6. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 904-902. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن وائل بن حجر، الصفحة أو الرقم:1267، صحيح.