كيفية الجلوس للسجود

الجلوس بين السجدتين بطمأنينةٍ وسكينةٍ ركنٌ من أركان الصلاة،[١] وعن صفة جلوس النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين السجدَتَين ففيها التفصيل الآتي:[٢]

  • التشهد الأول: هو التشهّد الذي يؤدّى بعد الركعة الثانية في الصلوات التي تؤدّى ثلاث أو أربع ركعاتٍ، فيُسَنُّ فيه الافتراشُ، أي: أن يجلس المصلّي على قدمه اليسرى، وينصب قدمه اليمنى، وهي ذات الكيفية التي يجلسها المصلّي بين السجدتَين في كلّ ركعةٍ، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن الزبير: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَعَدَ في الصَّلَاةِ، جَعَلَ قَدَمَهُ اليُسْرَى بيْنَ فَخِذِهِ وسَاقِهِ، وفَرَشَ قَدَمَهُ اليُمْنَى، ووَضَعَ يَدَهُ اليُسْرَى علَى رُكْبَتِهِ اليُسْرَى، ووَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى علَى فَخِذِهِ اليُمْنَى، وأَشَارَ بإصْبَعِهِ).[٣][٤]
  • التشهّد الثاني: وهو التشهّد الأخير الذي يؤدّى بعد الركعة الأخيرة وقبل السلام من الصلاة، فيسنّ فيه التورّك، ويُقصد به: أن ينصب المصلّي قدمه اليمنى ويُخرج قدمه اليسرى من تحت ساقه اليمنى، ثمَّ يُمكّن مقعدته من الأرض، أخرج الإمام البخاري عن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه-: (أنَا كُنْتُ أحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَيْتُهُ إذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ، وإذَا رَكَعَ أمْكَنَ يَدَيْهِ مِن رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ، فَإِذَا سَجَدَ وضَعَ يَدَيْهِ غيرَ مُفْتَرِشٍ ولَا قَابِضِهِمَا، واسْتَقْبَلَ بأَطْرَافِ أصَابِعِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ، فَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ علَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ونَصَبَ اليُمْنَى، وإذَا جَلَسَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ونَصَبَ الأُخْرَى وقَعَدَ علَى مَقْعَدَتِهِ).[٥][٦]


كيفية النزول للسجود

للعلماء قولان في كيفية النزول للسجود وصفته، بيانها بما يأتي:[٧][٨]

  • جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ المصلّي ينزل للسجود على رُكبتَيه أولاً ثمّ على يديه ثمّ على جبينه وأنفه، لِما رُوي عن وائل بن حجر -رضي الله عنه- أنّه رأى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا سجد قدَّم ركبتَيه على يديْه)،[٩] وقال ابن قدامة: "ويكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتاه، ثمّ يداه، ثمّ جبهته وأنفه".
  • المالكية: قالوا إنّ السجود يؤدّى بوضع اليدَين على الأرض ثمّ الرُكبَتَين، واستدلّوا بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا سجدَ أحدُكُم، فليضَع يدَيهِ قبلَ رُكبتَيهِ، ولا يبرُك بُروكَ البعيرِ).[١٠]


ما يقال في السجود

ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يقول في السجود: سبحان ربي الأعلى، فقد ورد عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-: (لمَّا نزَل: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، قال: اجعَلوها في سُجودِكم)،[١١] ويسنّ في السجود أيضاً الإكثار من الدعاء، لما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- أنّه قال: (وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)،[١٢] وقال أيضاً: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[١٣][١٤]

المراجع

  1. مجموعة من العلماء (15/10/2017)، "الجلوس بين السجدتين، وصفته"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  2. مجموعة من العلماء، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/11/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:579، صحيح.
  4. مجموعة من العلماء، "كيفيَّةُ الجلوسِ في الصَّلواتِ ذواتِ التشهُّدِ الواحدِ"، الدرر السَّنيَّة، اطّلع عليه بتاريخ 20/11/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:828، صحيح.
  6. مجموعة من العلماء، " كيفيَّةُ الجلوسِ في الصَّلواتِ ذواتِ التشهُّدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/11/2021. بتصرّف.
  7. مجموعة من العلماء (10/3/2015)، "صفة النزول إلى السجود بالركبتين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/10/2021. بتصرّف.
  8. الشيخ ابن باز، "الصواب في كيفية الهوي في السجود في الصلاة"، الإمام ابن باز رحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 13/10/2021. بتصرّف.
  9. رواه ابن باز ، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن وائل بن حجر، الصفحة أو الرقم:8/281، لا بأس به حسن جيد وله شاهد.
  10. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1090، صحيح.
  11. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:1898، أخرجه في صحيحه.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:479، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:482، صحيح.
  14. عبد الكريم بن عبد الله الخضير (4/4/2015)، "ما يقال في الركوع والسجود "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/10/2021. بتصرّف.