الصلاة

الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، وعبادةٌ من أعظم العبادات، لا يُقبل من المسلم البالغ العاقل تركها بأيّ حالٍ، فهي عماد الدِّين الإسلامي، ولأهميّتها أيضاً كانت آخر ما أوصى به النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، كما ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (كانَ آخرُ كلامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، اتَّقوا اللَّهَ فيما ملَكَت أيمانُكُم)،[١] ولأهمية الصلاة أيضاً فإنّها أول عملٍ يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، كما ورد عن أنس بن مالك أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ)،[٢] وقد رتّب الله -تعالى- الأجر العظيم والثواب الجزيل على أداء الصلاة، فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)،[٣] كما مدح الله -سبحانه- وأثنى على المحافظين على صلاتهم، القائمين بها.[٤]


هل تجوز الصلاة بالحذاء؟

يجوز للمسلم أداء صلاته مرتدياً حذائه، ذلك إن لم يؤدِ صلاته في المسجد، أمّا إن كانت صلاته في المسجد وكان مفروشاً فيجب حينها خلع الحذاء؛ حفاظاً على نظافة وطهارة المسجد ومفروشاته، إذ لا يُمكن أداء الصلوات في المسجد وقد تأذّى سجاده بالقاذورات والأوساخ العالقة بأحذية المصلّين، أمّا ما ورد من أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أمر بأداء الصلاة بالحذاء، وأدّاها والصحابة -رضي الله عنهم- بالأحذية والنعال؛ فذلك لأنّ المساجد في ذلك الوقت كانت أرضها من الرمل والحصباء، أي أنّها لا تتأثر بالأوساخ العالقة بالأحذية، كما أنّهم كانوا يخلعون أحذيتهم إن كان بها أذى، وبناءً على ما سبق فيجوز للمسلم في الوقت الحاضر أداء الصلاة بالحذاء خارج المسجد، وخارج غيره من الأماكن التي قد تتأذّى وتتسخ، ويُستدلّ على ما سبق بعّدة أحاديث نبويةٍ، يُذكر منها:[٥][٦]

  • ما ورد عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي بأصحابِهِ إذ خلعَ نعليهِ فوضعَهُما عن يسارِهِ فلمَّا رأى ذلِكَ القومُ ألقوا نعالَهُم فلمَّا قضى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَهُ قالَ ما حملَكُم علَى إلقاءِ نعالِكُم قالوا رأيناكَ ألقيتَ نعليكَ فألقينا نعالَنا فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ جبريلَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أتاني فأخبرَني أنَّ فيهِما قذرًا -أو قالَ أذًى- وقالَ إذا جاءَ أحدُكُم إلى المسجدِ فلينظُر فإن رأى في نعليهِ قذرًا أو أذًى فليمسَحهُ وليصلِّ فيهِما).[٧]
  • ما ورد عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (خالِفوا اليَهودَ فإنَّهم لا يصلُّونَ في نعالِهِم ولا خفافِهِم).[٨]
  • ما ورد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّه قال: (رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي حافيًا ومَنتعِلًا).[٩]


المراجع

  1. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/29، إسناده صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2573، صحيح.
  3. سورة المؤمنون، آية:1-2
  4. عبدالله بن عبده نعمان العواضي (13/3/2019)، "خطبة عن أهمية الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1370. بتصرّف.
  6. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة 1، صفحة 216. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:650، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:652، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:653، صحيح.