معنى تكبيرة الإحرام

تكبيرة الإحرام هي: التكبيرة التي يُعلن بها الدخول في الصلاة، وسُميّت بتكبيرة الإحرام لأنّها تُحرّم في الصلاة ما كان قبلها؛ كالأكل والشرب.[١]


حكم تكبيرة الإحرام

اتّفق العلماء على أنّ الصلاة لا تنعقد إلّا بتكبيرة الإحرام، فلا بدّ من الإتيان بها في الصلوات المفروضة والنوافل على حدٍ سواءٍ،[٢] إلّا أنّهم اختلفوا في اعتبارها ركنٌ من أركان الصلاة أم شرطٌ من شروطها، وبيان ذلك آتياً:[٣]

  • جمهور العلماء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة: قالوا إنّ تكبيرة الإحرام ركنٌ من أركان الصلاة.
  • الحنفيّة: قالوا إنّ تكبيرة الإحرام شرطٌ من شروطها.


كيفية تكبيرة الإحرام

تؤدّى تكبيرة الإحرام بقول: "الله أكبر"، كما صرّح بذلك المالكية والشافعية والحنابلة، وقال الحنفية بأنّها تكون بأي لفظٍ يدلّ على تعظيم الله -عزّ وجلّ-، كقول: سبحان الله، أو الحمد لله، أو لا إله إلّا الله، أو الله رحيم، أو الله كريم، دون صحّة التكبير بأي لفظٍ يدلّ على دعاءٍ أو طلبٍ.[٤]


شروط صحة تكبيرة الإحرام

تُشترط عدّة أمورٍ في تكبيرة الإحرام لتكون صحيحةً، وهي:[٥]

  • اتّفق العلماء على أنّ الأفضل أن تكون تكبيرة الإحرام مع النيّة في وقتٍ واحدٍ.
  • الإتيان بتكبيرة الإحرام قياماً إلّا بسبب عذرٍ ما، لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).[٦]
  • النطق بتكبيرة الإحرام بحيث يسمع المصلّي نفسه إلّا إن انعدم سمعه لسببٍ ما.
  • النطق بتكبيرة الإحرام باللغة العربية إلّا إن كان المصلّي لا يتقن اللغة العربية، كما صرّح بذلك المالكية والشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية، أمّا مَن لا يتقن اللغة العربية فيجوز له النطق بتكبيرة الإحرام بلغته عند الشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية، وقال المالكية بعدم الجواز.


ترك تكبيرة الإحرام

تبطل الصلاة بترك تكبيرة الإحرام، سواءً كان الترك عن قصدٍ وإرادةٍ أم سهواً ونسياناً، وسجود السهو لا يجبر ترك تكبيرة الإحرام، أي أنّه تجب إعادة الصلاة على مَن ترك تكبيرة الإحرام لأيّ سببٍ كان.[٧]


أحكامٌ متعلقةٌ بتكبيرة الإحرام

رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام

أجمع العلماء على استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، استدلالاً بفعل النبيّ عليه الصلاة والسلام-، وقد نقل الإجماع أكثر من واحدٍ من العلماء، فقد قال الإمام النووي -رحمه الله-: "أجمعَت الأمةُ على استحباب رفع اليدَين عند تكبيرة الإحرام، واختلفوا فيما سواها"، وقال ابن المنذر أيضاً: "وأجمعوا على أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يرفَع يديه إذا افتتح الصلاة".[٨]


كيفية رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام

تُرفع اليدان في تكبيرة الإحرام إلى ما يقابل الكتفَين، أو الأذُنين، استدلالاً بعدّة أحاديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، منها: ما ثبت عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ لِلصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ كَبَّرَ)،[٩] وما ورد عن وائل بن حجر أنّه قال: (صلَّيتُ خلفَ رسولِ اللَّهِ فلمَّا افتتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ ورفعَ يدَيهِ حتَّى حاذتا أذنيهِ).[١٠][٨]

المراجع

  1. درية العيطة، فقه العبادات على المذهب الشافعي، صفحة 280. بتصرّف.
  2. عبدالعزيز الراجحي، فتاوى منوعة، صفحة 3. بتصرّف.
  3. النووي، الأذكار، صفحة 101. بتصرّف.
  4. عبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 200. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 219-221. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن حصين، الصفحة أو الرقم:1117، صحيح.
  7. سعيد بن وهف القحطاني، سجود السهو، صفحة 16-17. بتصرّف.
  8. ^ أ ب د. سالم جمال الهنداوي (8/1/2014)، "الركن الثالث من أركان الصلاة .. تكبيرة الإحرام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:390، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن وائل بن حجر، الصفحة أو الرقم:878، صحيح.