الخشوع في الصلاة

الخشوع في اللغة يُطلق على: الانكسار والتذلّل والخضوع والتواضع، ويُراد به في الاصطلاح الشرعيّ: خضوع القلب وذلّه لله -عزّ وجلّ- حين أداء الصلاة، ورقته، وانكساره، وانعكاس ذلك على الجوارح والأعضاء، فيكون الخشوع حينها ظاهراً وباطناً، إذ إنّ الجوارح تابعةٌ للقلب، فإن خشع خشعت،[١] بالإضافة إلى أنّ الخشوع يتضمّن استحضار مراقبة وعظمة الله -عزّ وجلّ-، والوقوف بين يديه، والتدبّر والتفكّر في آيات القرآن، والأذكار، والأدعية.[٢]


كيف تخشع في صلاتك؟

يتحقّق الخشوع في الصلاة بالعديد من الطرق والوسائل، بيان البعض منها آتياً:[٣]

  • المعرفة التامة بالله: فتلك من أعظم وأهمّ الأسباب التي تحقّق الخشوع في الصلاة، بالإضافة إلى ضرورة التعرّف على أسماء الله وصفاته؛ إذ إنّها تولّد في النفس دوام استشعار مراقبة الله، ومعيّته لعبده.
  • تعظيم مكانة الصلاة: وذلك يتحقّق بتعظيم قدر ومكانة الله -عزّ وجلّ-، واستشعار الوقوف بين يديه في الصلاة.
  • الاستعداد للصلاة قبل دخول وقتها: بأن يحرص المسلم على عدم الانشغال بأيّ أمرٍ دنيوي وقت الصلاة، فذلك ممّا يدلّ على محبّة العبد لربّه، ويكون الاستعداد بعدّة طرقٍ؛ منها: الوضوء، ثمّ انتظار الصلاة بسكينةٍ ووقارٍ.
  • التدبّر والتفكّر: فالأولى التدبّر والتفكّر في أقوال وأفعال الصلاة، وعدم أدائها أو ترديدها فقط، فتدبّر آيات القرآن من أعظم أسباب تحقيق الخشوع.
  • استحضار القُرب من الله في السجود: فأقرب ما يكن العبد من ربّه وهو ساجدٌ، فاستشعار المصلّي قُربه من ربّه وهو ساجدٌ سببٌ للخضوع والخشوع لله -تعالى-، كما أنّ السجود من مواضع استجابة الدعاء ورفع الدرجات ومغفرة الذنوب، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ".[٤]
  • السكينة والطمأنينة في الصلاة: بالتمهّل في أداء الصلاة، وعدم الاستعجال فيها، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "لا تُجزئُ صلاةٌ لا يُقيمُ الرَّجلُ فيها صُلبَهُ في الرُّكوعِ والسُّجودِ".[٥]
  • اختيار المكان المناسب: بالحرص على أداء الصلاة في مكانٍ هادئٍ بعيدٍ عمّا يُلهي المصلّي ويشوّش عليه.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: فلا بدّ من الحرص على طرد الشيطان وقت الصلاة، إبعاداً وطرداً لوسوسته، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وله ضُرَاطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أقْبَلَ، حتَّى إذَا ثُوِّبَ بالصَّلَاةِ أدْبَرَ، حتَّى إذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أقْبَلَ، حتَّى يَخْطِرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ، يقولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى".[٦]
  • سؤال وطلب الخشوع من الله: فالجدير بالمسلم سؤال وطلب الخشوع من الله -تعالى-، والتقرّب منه بالدعاء أن يوفّقه ويرزقه الخشوع في الصلاة.[٧]
  • معرفة عظيم أجر وفضل الخشوع في الصلاة: فقد وُعد الخاشعون في صلاتهم بتكفير ذنوبهم من دون الكبائر، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ".[٨][٩]
  • الإكثار من الطاعات والعبادات: كقراءة القرآن، وذكر الله، وتسبيحه، والاستغفار.[٨]
  • محاسبة النفس: فالجدير بالعبد أن يُحاسب نفسه دائماً، ولومها وتقريعها إن قصّرت في أداء حقوق الله.[٨]


المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-13. بتصرّف.
  2. يوسف عبدالله القرضاوي، "الخشوع في الصلاة : معناه وكيفيته"، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  3. "كيف تخشع في الصلاة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:482، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1110، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:608، صحيح.
  7. "معنى الخشوع وأهميته وكيفية حصوله"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت "الخشوع في الصلاة"، طريق الإسلام، 7/10/2004، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:228، صحيح.