معنى التشهّد

بيان تعريف التشهّد في الصلاة في اللغة والاصطلاح الشرعيّ فيما يأتي:[١]

  • التشهّد في اللغة: هو النطق والتحدّث بالشهادتين؛ شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله.
  • التشهّد في الشرع: النطق بكلمة التوحيد في الصلاة، ويكون بعدّة صيغٍ -كما سيأتي بيانه-.


صيغ التشهّد

يُردّد التشهّد في الصلاة بقول: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)،[٢] ويسمّى أيضاً دعاء التشهّد كما ورد في بعض الأحاديث النبوية؛ لاشتماله على لفظ: "السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، وذلك من صيغ الدعاء،[٣] وقد وردت صيغٌ أخرى للتشهّد وردت عن عددّ من الصحابة -رضي الله عنهم-، منها:[٤]

  • ما ورد عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- ممّا أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه: (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ).[٥]
  • ما ورد عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: (التَّحيَّاتُ للهِ، الطَّيِّباتُ، والصَّلواتُ للَّهِ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علَينا وعلَى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ).[٦]


محل وموضع التشهّد

يختلف موضع التشهّد في الصلاة باختلاف عدد ركعات الصلاة؛ ففي الصلاة التي تؤدّى ركعتَين يؤدى التشهّد بعدهما، وفي الصلاة التي تؤدى أربع ركعات يؤدى فيها تشهّدان؛ الأول بعد أول ركعتَين، والثاني بعد الركعتَين الأخريين، وفي الصلاة التي تؤدّى ثلاث ركعات يكون فيها تشهّدان؛ الأول بعد الركعتَين الأوليين، والثاني بعد الركعة الثالثة.[٣]


حكم التشهّد

اختلف العلماء في حكم كلّ نوعٍ من التشهّد؛ الأول في الصلاة الثلاثية والرباعية، والأخير في الصلاة الثنائية والثلاثية والرباعية، وبيان خلافهم آتياً:

  • حكم التشهّد الأول: قال الحنفية والحنابلة بأنّه واجبٌ من واجبات الصلاة، وقال الشافعية والحنابلة بأنّه سنةٌ من سنن الصلاة.[٧]
  • حكم التشهّد الثاني: قال الحنفية بوجوبه، وقال المالكية بسنيّته، بينما قال كلٌّ من الشافعية والحنابلة بأنّه ركنٌ من أركان الصلاة.[٨]


دلالات ألفاظ التشهّد

تدلّ ألفاظ التشهد على الثناء على الله -تعالى-، واعتراف العبد على العظمة الباقية الخالدة لربّه -عزّ وجلّ-، والدعاء الصلاة والسلام على النبيّ محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وعلى عباد الله الصالحين أيضاً القائمين بما أمر به الله -تعالى- من حقوقه، وحقوق العباد، والملتزمين أوامره وأوامر رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويُراد بلفظ الصلوات: الصلوات الخمس وغيرها من العبادات الفعلية، ولفظ الطيبات يدلّ على الأعمال الصالحة التي يؤديها العبد تقرّباً من الله -سبحانه-.[٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 34. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6381، صحيح.
  3. ^ أ ب ابن علان، الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، صفحة 314. بتصرّف.
  4. عادل بن سعد، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 182. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:403، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1172، صحيح.
  7. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 278. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 35. بتصرّف.
  9. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 855. بتصرّف.