سجود السهو

سجود السهو هو: السجود الذي يؤدّى قبل أو بعد السلام من الصلاة؛ بسبب خللٍ وقع فيها؛ إمّا بترك قولٍ أو فعلٍ من الصلاة، أو الزيادة أو الشكّ فيها، دون قصدٍ أو إرادةٍ.[١]


ما يُقال في سجود السهو

لم يَرِدْ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذكرٌ مخصوصٌ لسجودِ السهو، فيردّد فيه المصلّي ما يردّد في سجود الصلاة، ومن الأذكار التي يُمكن الإتيان بها في السجود:[٢][٣] 

  • (سُبحانَ ربِّيَ الأعلَى).[٤]
  • (سُبوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح).[٥]
  • (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).[٦]
  • (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[٧][٢]


أسباب سجود السهو

سجود السهو مشروعٌ بإجماع العلماء، استدلالاً بفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وبِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (فَإِذَا نَسِيَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جَالِسٌ)،[٨]، وأسبابه ثلاثةٌ بيانها آتياً:[٩]

  • الزيادة في الصلاة: كزيادة ركوعٍ، أو سجودٍ، أو جلوسٍ.
  • النقص من الصلاة: كعدم أداء أحد السجودَين، أو عدم الركوع، أو نسيان قراءة سورة الفاتحة.
  • الشكّ في الصلاة: كالشكّ في أداء ركعتَين أم ثلاث ركعاتٍ في فرض الفجر.


كيفية سجود السهو

يؤدّى سجود السهو في صلاة الفرض أو النّفل على حدٍّ سواءٍ إن وُجد سببه، ويكون بالسجود مرّتين كسجدتي الصلاة، يُكبّر لكلّ سجدةٍ عند أدائها وعند الرفع منها، ويُسبّح الله -تعالى- فيهما، ثمّ يُسلّم منهما.[١٠][١١]


موضع سجود السهو

يؤدّى سجود السهو قبل السلام من الصلاة أو قبله، وتفصيل كلّ حالةٍ منهما آتياً:[١٢]


أداء سجود السهو قبل السلام

يؤدّى سجود السهو قبل السلام من الصلاة وبعد التشهّد في حالتَين بيانهما آتياً:[١٢]

  • الشكّ في الصلاة وعدم ترجيح أحد الأمرَين المشكوك فيهما على الآخر، كأن يشُكُّ المصلّي إن أدّى ركعَتين أم ثلاث ركعات، فيُكمل صلاته بناءً على الأقلّ، وويسجد للسهو، ويسلّم،استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ).[١٣]
  • النقص في الصلاة؛ كنسيان التشهّد الأول، أو نسيان التسبيح في السجود أو الركوع، استدلالاً بِما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مالك بن بحينة أنّه قال: (صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ مِن بَعْضِ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ معهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ ونَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وهو جَالِسٌ، ثُمَّ سَلَّمَ).[١٤]


أداء سجود السهو بعد السلام

يؤدّى سجود السهو بعد السلام من الصلاة في حالتَين بيانهما آتياً:[١٢]

  • الشّك في أمرَين وترجيح أحدهما على الآخر، وإتمام الصلاة بناءً على ما ترجّح، فيُسلّم المصلّي حينها من الصلاة، ثمّ يؤدي سجدتي السهو، ثمّ يسلّم منهما، استدلالاً بِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن بدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذَا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ، فَلْيُتِمَّ عليه، ثُمَّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ).[١٥]
  • الزيادة في الصلاة؛ كالركوع مرّتين أو السجود ثلاث مراتٍ في الركعة الواحدة، فيؤدّى سجود السهو حينها بعد السلام من الصلاة، استدلالاً بما أخرجه البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، فقِيلَ: صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ).[١٦]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 234. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "ماذا يقول في سجدتي السهو وبينهما؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  3. ناصر الدين الألباني، أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 761. بتصرّف.
  4. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5/172، إسناده صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4968، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:572.
  9. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 69-71. بتصرّف.
  10. عبدالرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 408-410. بتصرّف.
  11. محمد بن صالح بن محمد العثيمين، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، صفحة 68. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت محمد صالح العثيمين (2008-03-28)، "متى يكون سجود السهو قبل السلام ومتى يكون بعده؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:571 ، صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مالك بن بحينة، الصفحة أو الرقم:1224، صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:572، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:715، صحيح.