الصلاة

الصلاة في اللغة يُراد بها: الدعاء بالخير والبر، قال -تعالى-: (وَصَلِّ عَلَيهِم)،[١] أي ادعُ لهم، وارحمهم، أمّا الصلاة في الاصطلاح الشرعيّ فهي: أقوالٌ وأفعالٌ تؤدّى بكيفيةٍ مخصوصةٍ محددةٍ، وبشروط مخصوصةٍ أيضاً، تبدأ بالتكبير وتُختم بالتسليم.[٢]



الصلاة عماد الدين

وصفت الصلاة بأنّها عماد الدِّين أو عموده، أيّ أنّ الصلاة قوام وأساسٌ من أساسات الإسلام، فالعُماد هو: الشيء أو الأمر الذي يُعتمد عليه، كالبيت الذي يقوم على الأعمدة، فشُبّه دِين الإسلام بالبيت، والصلاة بعمودٍ من أعمدتها،[٣] وقد وُصفت الصلاة بذلك؛ لأنّها من أهمّ أمور الدِّين بعد توحيد الله، فهي رأس الإسلام، ولذلك كان من كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنّ أهمّ أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"، فالمحافظة على أداء الصلاة علامةٌ من علامات تعظيم الدِّين في القلب.[٤]


أهمية الصلاة

نالت الصلاة مكانةً عظيمةً في الصلاة، ومنزلةً رفيعةً مميزةً عن غيرها من العبادات والطاعات، دلّت على ذلك العديد من الأمور، يُذكر أنّ الصلاة:[٥]

  • أوّل فريضةٍ ذكرت بعد التوحيد والشهادتَين، قال الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).[٦]
  • فُرضت على النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- مباشرةً دون أي واسطةٍ، إذ عُرج به إلى سدرة المُنتهى في السماء السابعة حينها، كما أنّها فرضت أوّل الأمر خمسين صلاةً، ثمّ خفّفها الله -تعالى- على عباده إلى خمس صلواتٍ في اليوم والليلة.
  • ركنٌ من أركان الإسلام التي لا يصحّ إلّا بالإيمان بها باطناً والإتيان بها ظاهراً، كما ثبت في صحيح البخاريّ عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٧]
  • أول عملٍ يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ).[٨]
  • أفضل الأعمال عند الله -تعالى- وأحبّها إليه، فقد ثبت في الصحيح عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها).[٩]
  • آخر أمرٍ أوصى به النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فقد ورد أنّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كانَ آخرُ كلامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ).[١٠]
  • سببٌ لمدح الله -تعالى- لعباده والثناء عليهم، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَـئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).[١١]


المراجع

  1. سورة التوبة، آية:103
  2. عبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 160. بتصرّف.
  3. "الصلاة: عماد... عمود الدين"، إسلام ويب، 28/4/2019، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2021. بتصرّف.
  4. محمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 3. بتصرّف.
  5. الشيخ صلاح نجيب الدق (18/5/2016)، "الصلاة عمود الدين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2021. بتصرّف.
  6. سورة البينة، آية:5
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2020، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:527، صحيح.
  10. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/29، إسناده صحيح.
  11. سورة المؤمنون، آية:9-11