سجود الشكر

سجود الشكر هو: الخضوع والذلّ لله -سبحانه- بالسجود مرةً واحدةً بسبب حصول نعمةٍ ما، أو دفع نقمةٍ وشرٍ ما، سواءً كان للمسلمين عامّةٍ، أولشخصٍ ما.[١][٢]


حكم سجود الشكر

اختلف العلماء في حكم سجود الشكر، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[١]

  • الحنفية والمالكية: قالوا إنّ سجود الشكر مكروهٌ، فلا يُثاب فاعلها، والأفضل تركها وعدم أدائها.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ سجود الشكر سنةٌ عند تحقّق السبب الداعي له؛ احتجاجاً بما ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يسجد شُكراً وحمداً لله -سبحانه-، فقد قال نُفيع بن الحارث -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "كانَ إذا جاءَهُ أمرُ سرورٍ أو بشِّرَ بِهِ خرَّ ساجدًا شاكرًا للَّهِ".[٣]


شروط سجود الشكر

صرّح العلماء القائلين بُسنيّة سجود الشكر (الشافعية والحنابلة) باشتراط ما يُشترط للصلاة في سجود الشكر؛ أي اشتراط كلٍّ من: الطهارة، واستقبال القبلة، وستر العورة، أمّا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فلم يشترط الطهارة لسجود الشكر؛ احتجاجاً بإن المعنى والمقصد بشُكر الله فوراً وحالاً يزول باشتراط الطهارة إنّ كان العبد على غير طهارةٍ.[١]


كيفية سجود الشكر

يؤدّى سجود الشكر بالسجود لله -سبحانه- مرةً واحدةً، دون تكبيرٍ قبله أو بعد، أو سلامٍ أو تشهّدٍ بعده؛ لعدم ثبوت لك عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أو عن أحدٍ من الصحابة -رضي الله عنهم-، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فلم يَنقل أحدٌ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا عن أصحابه أنّ فيه تسليماً، ولا أنّهم كانوا يسلّمون منه، ولهذا كان أحمد بن حنبل وغيره من العلماء: لا يعرفون فيه التسليم...وكذلك مَن رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ، بل القياس أو قول بعض التابعين".[٤]


ما يُقال في سجود الشكر

يُقال في سجود الشكر ما يُقال في سجود الصلاة وسجود التلاوة، فيقول الساجد:[٥]

  • "سبحان ربي الأعلى" مرةً أو ثلاث مراتٍ أو أكثر.
  • "سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي".[٦]
  • "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ".[٧]
  • "سجدَ وَجْهِي للذي خَلَقَهُ، وشَقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوتِهِ".[٨]


أحكامٌ متعلقةٌ بسجود الشكر

أداء سجود الشكر في الصلاة

لا يُشرع سجود الشكر في الصلاة، إن بُشّر العبد بما يسرّه وهو يصلّي أو سمع خبراً ما، احتجاجاً بأنّ سبب السجود ليس من الصلاة، وغير متعلّقٍ بها بأيّ صورةٍ، وتبطل الصلاة إن أدّى المصلّي سجود الشكر عن قصدٍ وإرادةٍ، فأداؤه لسجود الشكر في الصلاة كزيادة سجودٍ فيها عمداً، ولا يُمكن قياس سجود الشكر على سجود التلاوة في الصلاة؛ فسجود التلاوة مختلفٌ في الحكم؛ لأنّ سببه متعلّقٌ بالصلاة، أي القراءة في الصلاة.[٤]


قضاء سجود الشكر

يُشرع للمسلم قضاء سجود الشكر إن لم يتمكّن من أدائه فور حصول النعمة أو دفع النقمة التي سرّته.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 246. بتصرّف.
  2. ابن باز، "من أحكام سجود الشكر"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:2774، صحيح.
  4. ^ أ ب ت محمد صالح المنجد (13/11/2013)، "هل لسجود الشكر شروط ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  5. ابن باز، "صفة سجود الشكر"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4293، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:580، حسن صحيح.