السجود في الصلاة
السجود في الصلاة فرضٌ وركنٌ من أركان الصلاة، وقد ثبتت مشروعيّته في الكتاب والسنة وإجماع العلماء، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[١] وثبت في صحيح السنة أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال في بيان كيفية الصلاة: (ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا).[٢][٣]
كيفية الرفع من السجود
فصّل العلماء في كيفية الرفع والقيام من السجود، وفيما يأتي بان ما ذهبوا إليه:[٤]
- الحنفية والحنابلة: قالوا برفع الوجه والرأس أولاً من السجود، ثمّ اليدَين، ثمّ الرُكبَتَين.
- الشافعية: قالوا إنّه يُسنّ رفع الرُكبَتَين أولاً، ثمّ اليَدَين، ثمّ القيام بالاعتماد على اليَدَين.
- المالكية: قالوا إنّه يُندب رفع الرُكبَتَين أولاً ثمّ اليَدَين؛ أي الاعتماد على اليدَين عند القيام.
كيفية السجود
أجمع العلماء على أنّ سجود الصلاة يؤدّى سجدَتَين في كلّ ركعةٍ، ولا بدّ من السجود على سبعة أعضاءٍ، وهي: الجَبين مع الأنف، والرُكبتَين، واليدَين، وأصابع القدَمَين، كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ).[٥][٦]
من أحكام السجود
التكبير للسجود والتسبيح فيه
اختلف العلماء في حكم التسبيح في السجود، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٧]
- جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية: قالوا إنّ التسبيح في السجود سنةٌ، فلا يترتّب أي إثمٍ على المصلّي إن تركه عمداً أو نسياناً، وصلاته صحيحةٌ، ولكن يُكره تركه عمداً.
- الحنابلة: قالوا إنّ التسبيح في السجود واجبٌ، فإن تركه المصلّي نسياناً سجد للسهو، وإن تركه عمداً بطلت صلاته.
عدد مرات التسبيح في السجود
التسبيح في السجود يكون بقول: (سبحان ربي الأعلى)، وقد فصّل العلماء في عدد التسبيحات في السجود، وذهبوا ذلك إلى أربعة أقوالٍ بيانها آتياً:[٨]
- الحنفية: يُسنّ التسبيح ثلاث مراتٍ في السجود.
- المالكية: يُندب التسبيح في السجود دون تحديد لفظه أو عدده، والأفضل أن يكون بلفظ: (سبحان ربي الأعلى).
- الشافعية: يُسنّ التسبيح في السجود بأي صيغةٍ من صيغه الثابتة، والأفضل أن يكون بقول: (سبحان ربي الأعلى)، والأكمل أن يكرّر التسبيح إحدى عشرة مرةً، أمّا الإمام فيسبّح ثلاث مراتٍ وتجوز له الزيادة بموافقة المصلّين.
- الحنابلة: يجب التسبيح بقول: (سبحان ربي الأعلى)، وتُسن الزيادة عليه.
قراءة القرآن في السجود
نهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن قراءة القرآن في السجود، كما اتّفق العلماء على كراهة ذلك، استدلالاً بما ثبت في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (نَهَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن قِرَاءَةِ القُرْآنِ وأَنَا رَاكِعٌ، أوْ سَاجِدٌ)،[٩] كما ثبت أيضاً في صحيح مسلم عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ).[١٠][١١][١٢]
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية:77
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6667، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 202. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 236. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:812، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 202-204. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 210. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 235. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:480، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:479، صحيح.
- ↑ محمد ناصر الدين الألباني، أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 771. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 210-211. بتصرّف.