السجود عبادةٌ لله

يُعرّف السجود في اللغة بأنّه: الخضوع والتطامن والتذلّل، أمّا السجود في الشَّرع فهو: وضع أعضاءٍ مخصوصةٍ على الأرض بطريقةٍ محددةٍ واضحةٍ،[١] ويؤدّى السجود لله -تعالى- من كلّ المخلوقات بخضوعٍ وانقيادٍ لأمر ربّها، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ)،[٢] وشرح ابن تيمية الآية السابقة قائلاً: (ومعلوم أنّ سجود كلّ شيءٍ بحسبه ليس سجود هذه المخلوقات وضع جباهها على الأرض)، وتجدر الإشارة أنّ للسجود أهميةٌ عظيمةٌ في الإسلام، فهو سببٌ لرفع الدرجات ومغفرة الذنوب والخطايا ودخول الجنة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).[٣][٤]


ما الفرق بين سجود التحية وسجود العبادة؟

ما الفرق بين سجود التحية وسجود العبادة من حيث المعنى؟

بيان المقصود بكلٍّ من سجود التحية وسجود العبادة آتياً:[٥]

  • سجود التحية: هو السجود الذي يؤدّى لشخصٍ ما تحيةً وإكراماً وتقديراً وتكريماً له.
  • سجود العبادة: هو السجود الذي لا يؤدّى إلّا لله -عزّ وجلّ- خضوعاً وتذلّلاً وتعبّداً له.


ما الفرق بين سجود التحية وسجود العبادة من حيث الحكم؟

بيان حكم كلٍّ من سجود التحية وسجود العبادة آتياً:

  • حكم سجود التحية: سجود التحية أو ما يُسمّى بسجود التكريم والتعظيم محرٌّم، لا يجوز للمسلم الإتيان به، وقد وردت عدّة أدلةٍ وأقوالٍ للعلماء في ذلك، بيان ذلك آتياً:[٥]
  • نهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن السجود لغير الله، فقد نهى معاذاً بن جبل عنه، والنهي يدلّ على التحريم، كما ورد عن عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه-: (لمَّا قدِمَ معاذٌ منَ الشَّامِ سجدَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ ما هذا يا مُعاذُ قالَ أتيتُ الشَّامَ فوافقتُهُم يسجُدونَ لأساقفتِهِم وبطارقتِهِم فوَدِدْتُ في نَفسي أن نفعلَ ذلِكَ بِكَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فلا تفعَلوا فإنِّي لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ).[٦]
  • أجمع العلماء على تحريم السجود لأيّ مخلوقٍ،[٧] وقد نُقل الإجماع في عدّةٍ أقوالٍ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (السُّجُودُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: سُجُودُ عِبَادَةٍ مَحْضَةٍ، وَسُجُودُ تَشْرِيفٍ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا يَكُونُ إلَّا لِلَّهِ)، وقال: (وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى: أَنَّ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُحَرَّمٌ)، وقال أيضاً: (فإن نصوص السنة، وإجماع الأمة: تُحرِّم السجودَ لغير الله في شريعتنا، تحيةً أو عبادةً، كنهيه لمعاذ بن جبل أن يسجد لما قدمَ من الشام وسجدَ له سجود تحية).
  • حكم سجود العبادة: سجود العبادة لله -سبحانه- من أعظم العبادات لله -تعالى-، وإظهار الوحدانية له، بالإضافة إلى التذلّل والخضوع، والإقرار بقدريته وعظمته، فقد أمر الله عباده بالسجود له في العديد من النصوص، منها: قوله -تعالى-: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا).[٨][٤]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 201. بتصرّف.
  2. سورة النحل، آية:49
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:81، صحيح.
  4. ^ أ ب "فضائل السجود لله ملك الملوك"، طريق الإسلام، 2018/6/15، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد صالح المنجد (25/4/2016)، "هل السجود والركوع على سبيل التحية من الشرك؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:1515، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 211. بتصرّف.
  8. سورة النجم، آية:62