مشروعية السجود

ثبتت مشروعية السجود في الكتاب والسنة والإجماع، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١] ومن السنة النبوية ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَتِمُّوا الرُّكُوعَ والسُّجُودَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لَأَراكُمْ مِن بَعْدِ ظَهْرِي إذا ما رَكَعْتُمْ، وإذا ما سَجَدْتُمْ).[٢][٣]


ما الفرق بين سجود الرجل والمرأة؟

بيان كيفية كلٍّ من سجود الرجل وسجود المرأة فيما يأتي:[٤]

  • سجود الرجل: يؤدّي الرجل السجود بأن يضع كفَّيه على الأرض بما يقابل كتفَيه، ويضمّ أصابعهما ويجعلها باتجاه القبلة، ويرفع المرفقَين عن الأرض، ويُفرّق بينهما وبين جانبَيه، ويرفع بطنه عن فخذيه، ويقيم ويرفع قدَمَيه ويثني أصابعهما ويجعلها باتجاه القبلة، ويفرّق بين الفخذين والرُكبتين والقدمين.
  • سجود المرأة: تؤدّي المرأة السجود بأن تضمّ بعضها إلى بعضٍ فلا تجعل أي مسافةٍ بين أعضائها، فذلك أستر لها، فتجعل بطنها ملاصقاً لفخذيها، وتضمّ مرفقيها إلى جانبَيها، وتضمّ الفخذَين والرُكبتين والقدمين كلّ عضوٍ إلى العضو المقابل له.


شروط السجود

لا يصحّ السجود إلّا بتحقّق بعض الأمور وهي ما تسمّى بشروط السجود، وبيانها آتياً:[٥]

  • السجود على سبعة أعضاءٍ: وهي: الجَبين مع الأنف، والرُكبَتَين، والكفَّين، وبواطن أصابع القدَمين، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أُمِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْضَاءٍ، ولَا يَكُفَّ شَعَرًا ولَا ثَوْبًا: الجَبْهَةِ، واليَدَيْنِ، والرُّكْبَتَيْنِ، والرِّجْلَيْنِ).[٦]
  • الطمأنينة في السجود: أي عدم الاستعجال في أداء السجود، والتمهّل والتأنّي في أدائه.
  • كشف الجَبين: فلا بدّ أن يلمس الجَبين الأرض ولذلك لا بدّ أن يكون مكشوفاً.
  • التحامل بالرأس: أي أن يضغط المصلّي برأسه على محلّ سجوده.
  • عدم النزول لغير السجود: أي ألّا ينزل المصلّي على الأرض إلّا للسجود مع النيّة عليه.
  • السجود على ثابتٍ: فلا يصحّ السجود على شيءٍ متحركٍ فلا بدّ من أدائه على ثابتٍ لا يتحرّك.


فضل السجود

تترتّب العديد من الفضائل الثابتة في السنة النبوية على السجود، يُذكر أنّه:[٧]

  • محلٌّ لاستجابة الدعاء، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٨]
  • سببٌ لرفع الدرجات والمنازل وتكفير الذنوب والسيئات، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً).[٩]
  • سبب من أسباب مرافقة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنة، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه-: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).[١٠]


المراجع

  1. سورة الحج، آية:77
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6644.
  3. أبو مالك كمال بن السيد سالم ، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 322-323. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 202-205. بتصرّف.
  5. السيد أحمد بن عمر الشاطري العلوي ، نيل الرجاء بشرح سفينة النجاء، صفحة 91-94. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:809، صحيح.
  7. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 68-69. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:482، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:488، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:489، صحيح.