الجمع والقصر

يسّرت الشريعة الإسلامية تطبيق أوامرها وأحكامها على المكلّفين في أحوالٍ معيّنةٍ، ومن مظاهر التيسيير في الشريعة الإسلامية جمع الصلوات وقصرها، وبيان ما يتعلّق بهما آتياً:[١]


معنى الجمع والقصر

 يمكن تعريف كلّ من الجمع والقصر على النحو الآتي:

  • جمع الصلاة: يُراد به أداء صلاتي الظهر والعصر تقديماً؛ أي في وقت الظهر، أو تأخيراً؛ أي في وقت الصر، وكذلك في صلات المغرب والعشاء، ولا يصحّ جمع صلاة الفجر مع غيرها من الصلوات بأيّ حالٍ، ويكون الجمع للأسباب المعتبرة شرعاً.[٢]
  • قصر الصلاة: يُراد به أداء الصلاة ذات الأربع ركعاتٍ ركعتين، ولا يكون إلّا للمسافر.[٣]


حكم الجمع والقصر

بيّن العلماء حكم جمع الصلوات وقصرها، وبيان ذلك آتياً:

  • حكم الجمع بين الصلوات: يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء للأسباب المعتبرة شرعاً.[٢]
  • حكم قصر الصلوات: بيّن العلماء حكم قصر الصلاة الرباعية وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٣]
  • يجوز للمسافر أداء الصلاة الرباعية تامّةً أو أداؤها ركعتين عند الشافعية والحنابلة.
  • يجب على المسافر أداء الصلاة الرباعية ركعتين، ويُكره أداؤها تامّةً عند الحنفية.
  • يُسَنّ للمسافر تأكيداً أداء الصلاة الرباعية ركعتين عند المالكية. 


أسباب الجمع والقصر

يُشرع كلٌّ من الجمع والقصر للأسباب الآتية:

  • أسباب الجمع بين الصلوات: اتّفق العلماء على مشروعيّة الجمع بين الصلوات، إلّا إنّهم اختلفوا في الأسباب المُسوّغة له، وبيان ذلك آتياً:[٤][٥]
  • السفر: وهو السبب الذي قال به الحنفية والشافعية والحنابلة، لكنّهم اختلفوا في حقيقة الجمع، وبيان اختلافهم فيما يأتي:
  • يجوز الجمع بين صلاتَي الظهر والعصر، وبين صلاتَي المغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً في السفر الذي تتحقّق فيه شروط قصر الصلاة عند الشافعية والحنابلة والمالكية.
  • يجوز الجمع الصُّوري بين الصلوات بسبب السفر عند الحنفية؛ ويُراد بالجمع الصُّوري: تأخير أداء الصلاة الأولى إلى آخر وقتها وأداء الصلاة الثانية في أول وقتها، ويُستثنى من ذلك الجمع بين الظهر والعصر في عرفة، وبين المغرب والعشاء في مزدلفة.
  • المرض: وقد اختلف العلماء في حكم الجمع بين الصلوات بسبب المرض، وبيان خلافهم آتياً:
  • جواز الجمع بين الصلوات بسبب المرض عند المالكية والحنابلة.
  • عدم جواز الجمع بين الصلوات بسبب المرض عند الحنفية والشافعية.
  • المطر والثلج والبرد وغير ذلك: وقد اختلف العلماء في الجمع بسبب تلك الأمور وبيان خلافهم فيما يأتي:
  • جواز الجمع بسبب المطر الذي يبلّ الثياب والثلج والبرد عند المالكية والشافعية والحنابلة.
  • عدم جواز الجمع بسبب المطر أو الثلج أو البرد عند الحنفية.
  • أسباب قصر الصلاة: لا يُشرع قصر الصلاة الرباعية إلّا في السفر.[٦]


شروط الجمع والقصر

تُشترط عدّة أمورٍ لجمع الصلاة وقصرها، وبيانها آتياً:

  • شروط جمع الصلاة: يكون الجمع بين صلاتَي الظهر والعصر، وصلاتَي المغرب والعشاء؛ فلا يصحّ بين الفجر والظهر، أو العصر والمغرب، أو العشاء والفجر،[٧] ويتفرّع جمع الصلاة إلى جمع تقديمٍ وتأخيرٍ، وبيان شروط كلٍّ منهما آتياً:[٨]
  • شروط جمع التقديم: يُشترط لجمع التقديم:
  • البدء بالصلاة الأولى ثمّ الثانية.
  • عقد النية على الجمع قبل أداء الصلاة الأولى أو أثنائها.
  • عدم الفصل بين أداء الصلاتين بمدّةٍ طويلةٍ.
  • استمرار العُذر من افتتاح الصلاة الأولى إلى حين الانتهاء منها والبدء بالصلاة الثانية.
  • شروط جمع التأخير: يُشترط لجمع التأخير:
  • عقد النية على الجمع بين الصلاتين في وقت الصلاة الأولى.
  • الاستمرار بالسفر إلى حين إتمام الصلاة الثانية عند الشافعية فقط.
  • الاستمرار بالسفر إلى حين دخول وقت الصلاة الثانية عند الحنابلة فقط.
  • شروط قصر الصلاة: يُشترط لقصر الصلاة للمسافر ما يأتي:[٩] 
  • عقد النية على السفر، فإن كانت النية على الخروج فقد دون السفر فلا يُشرع القصر.
  • قطع المسافة المحدّدة شرعاً لقصر الصلاة، وقد اختلف العلماء في تحديد تلك المسافة، وبيان اختلافهم آتياً:
  • تقدّر المسافة بثمانين كيلو مترٍ تقريباً عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
  • تقدّر المسافة بالسير مدّة ثلاثة أيامٍ مع لياليها عند الحنفية.
  • تقدّر مسافة السفر عُرفاً؛ فما عُرف سفراً بالعُرف يُشرع فيه قصر الصلاة، وما لا يُعرف سفراً بالعُرف فلا يُشرع فيه القصر، وذلك عند شيخ الإسلام ابن تيمية.
  • الخروج من البلد والعمران.
  • عقد النية على قصر الصلاة عند أداء كلّ صلاةٍ، وفي ذلك اختلف العلماء وبيان خلافهم آتياً:
  • الاكتفاء بنية السفر عند الحنفية.
  • الاكتفاء بالنية عند أول صلاةٍ يقصرها المسافر عند المالكية.
  • عقد النية على القصر عند أداء كلّ صلاةٍ عند الشافعية والحنابلة.
  • إباحة السفر؛ أي أن يكون السفر لأغراضٍ مباحةٍ، وفي ذلك اختلف العلماء وبيان خلافهم آتياً:
  • أن يكون السفر مباحاً لا معصية فيه عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
  • لا يشترط أن يكون السفر مباحاً عند الحنفية؛ لعموم الأدلة وعدم التحديد بإباحة السفر.
  • مدة قصر الصلاة؛ إذ يُشرع قصر الصلاة في حقّ المسافر ما لم تتحوّل نيّته للإقامة مهما بلغت المدة؛ فإن تحوّلت النية للإقامة أو الإقامة؛ فلا يُشرع القصر في حقّه. 


أحكامٌ متعلّقة بالجمع والقصر

تتعلّق عدّة أحكامٍ بجمع الصلاة وقصرها، بيان البعض منها آتياً:

  • الجمع بين الجمعة والعصر: اختلف العلماء في بيان حكم الجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر، وبيان خلافهم آتياً:[١٠]
  • لا يجوز الجمع بينهما عند الحنفية والمالكية والحنابلة.
  • يجوز الجمع بينهما بسبب المطر عند الشافعية.
  • صلاة المسافر خلف المقيم: لا يقصر المسافر الصلاة الرباعية إن صلّى خلف إمامٍ مقيمٍ، وكذلك فإنّ المُقيم يؤدي الصلاة الرباعية تامّةً بعد سلام الإمام المسافر.[١١]


المراجع

  1. محمد حسن عبد الغفار، القواعد الفقهية بين الأصالة والتوجيه، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 438. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 427. بتصرّف.
  4. عَبد الله بن محمد الطيّار، وعبد الله بن محمّد المطلق، ومحمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 414-419. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 438-441. بتصرّف.
  6. "الفرق بين الجمع والقصر"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
  7. أبو إياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 490. بتصرّف.
  8. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 287-288. بتصرّف.
  9. عَبد الله بن محمد الطيّار، وعبد الله بن محمّد المطلق، ومحمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفقه المُيسَّر، صفحة 413-408. بتصرّف.
  10. خالد عبد المنعم الرفاعي (2016-04-24)، "الجمع بين صلاة الجمعة والعصر "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
  11. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، الموسوعة الفقهيّة، صفحة 143. بتصرّف.