تتعلّق الصلاة في المسجد بإظهار شعيرةٍ من أعظم شعائر الإسلام باجتماع المسلمين صفوفاً لأداء الصلاة جماعةً،[١] علماً أنّ العديد من الفضائل تتحصّل بالمحافظة على أداء الصلاة في المسجد؛ ومنها: مُضاعفة أجر الصلاة بزيادة عدد المُصلّين، وتحقيق جوهر الاعتصام بالله -عزّ وجلّ- من الشيطان الرجيم، وغير ذلك من الفضائل[٢] التي سيتمّ تفصيلها في هذا المقال.


المحافظة على الصلاة في المسجد

يزيد الإيمان في قلب العبد بطاعة الله وعبادته، والتقرُّب إليه بما يحبّ من عباده، وممّا يزيد الإيمان ويقوّيه: أداء الصلاة جماعةً في المسجد والحرص عليها وعدم التخلّف عنها.[٣]


فضل وأهميّة المحافظة على أداء الصلاة في المسجد

تترتّب العديد من الفضائل على أداء الصلاة في المسجد، منها:[٢]

  • مضاعفة أجر الصلاة في جماعةٍ إلى سبعٍ وعشرين ضعفاً؛ استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً".[٤]
  • تحقيق العِصمة من الشيطان، والاحتراز منه، والاعتصام بالله –سبحانه-؛ إذ قال –عليه الصلاة والسلام-: "ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ".[٥]
  • زيادة أجر صلاة الجماعة وفضلها بزيادة عدد المُصلّين؛ فقد قال النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: "إنَّ صلاةَ الرَّجلِ معَ الرَّجلِ أزكى مِن صلاتِهِ وحدَهُ وصَلاتُهُ معَ الرَّجُلَيْنِ أزكى مِن صلاتِهِ معَ الرَّجلِ وما كثُرَ فَهوَ أحبُّ إلى اللَّهِ تَعالى".[٦]
  • البُعد عن دخول النار يوم القيامة، وبراءة النفس من النفاق والكذب، وتحقيق الإخلاص والصدق؛ إذ قال النبيّ –عليه الصلاة والسلام-: "مَن صلَّى للَّهِ أربعينَ يومًا في جماعةٍ يدرِكُ التَّكبيرةَ الأولَى كُتِبَ لَه براءتانِ براءةٌ من النار وبراءةٌ من النفاق".[٧]
  • مُضاعفة أجر صلاة الجماعة بسبب انتظار المُصلّي لها في مُصلّاه، ودعاء الملائكة قبل صلاة الجماعة وبعدها لِمَن انتظرها في مُصلّاه؛ لِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- من أنّ النبيّ –عليه الصلاة والسلام- قال: "لَا يَزَالُ العَبْدُ في صَلَاةٍ ما كانَ في مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ المَلَائِكَةُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، حتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ".[٨]
  • تفقُّد أحوال الآخرين، والسعي في قضاء حوائجهم؛ وذلك بسبب اجتماعهم وتعارُفهم أحوالَ بعضهم البعض.[١]
  • نشر المَحبّة والمَودّة بين المسلمين؛ باجتماعهم معاً جنباً إلى جنب لأداء الصلاة.[١]


طرق المحافظة على الصلاة في المسجد

تتعدّد الطرق التي تُعين المُسلم على أداء الصلاة جماعةً في المسجد، ومنها:[٩]

  • اللجوء إلى الله -سُبحانه وتعالى-، وطلب التوفيق إلى أداء الأعمال الصالحة منه، مع الحرص على الإخلاص في النيّة له -سبحانه-.
  • الحرص على تنظيم الحياة اليوميّة وأوقاتها بِما يساعد على أداء الصلوات جماعةً في المسجد.
  • مُصاحبة الصالحين الذين يُعينون على المحافظة على أداء الصلوات في المسجد.
  • الإكثار من العبادات والطاعات التي تُقرِّب إلى الله –سبحانه-، والبُعد عن الذنوب والمعاصي.
  • اللجوء إلى الوسائل العديدة التي تُعين على التذكير بأداء الصلاة جماعةً في المسجد؛ كالمُنبّه، وتوكيل الآخرين بالتذكير بالصلاة في المسجد.
  • إدراك الأجر العظيم الذي أعدَّه الله –تعالى- لِمَن حافظَ على أداء الصلاة في المسجد.


المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد عرفة (2013-07-14)، "فضل صلاة الجماعة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-28. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 519-528. بتصرّف.
  3. وحيد عبدالسلام بالي (2019-02-26)، "الصلاة في المسجد وفضلها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-28. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:846، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي دواد، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:554، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:241، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:649، صحيح.
  9. أحمد الفرجابي (2005-08-08)، "الأسباب المعينة على المحافظة على صلاة الجماعة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-28. بتصرّف.