البسملة

البسملة مصدرٌ من الفعل بَسْمَلَ، وتعني قول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فيُقال: بسمل بسملةً؛ أي أنّه كتب أو قرأ "بسم الله"، ويُقال أيضاً: أكثر من البسملة؛ أي أكثر من قول: "بسم الله"، وبيّن الطبريّ -رحمه الله- أنّ التسمية بالله -تعالى- في بداية الأمر وعند إرادته من الأمور الدالّة على أنّ الله -تعالى- هو المُراد والمقصود بسائر الأفعال والأقوال.[١]


البسملة في الصلاة

اختلف العلماء في حكم البسملة في الصلاة في كلّ ركعةٍ عند قراءة سورة الفاتحة، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٢]

  • الحنفية والحنابلة: قالوا إنّ البسملة في الصلاة سنةٌ، وفصّلوا الحنفية في ذلك؛ فقالوا إنّ الإمام والمنفرد في صلاته ينطقان بالبسملة في سرّهما دون رفع صوتهما وإسماع غيرهما، وذلك في الصلاة السريّة والجهرية على حدٍّ سواءٍ، أمّا المُقتدي بالإمام فلا ينطق بالبسملة في الصلاة السريّة والجهريّة، ويكون النطق بالبسملة بعد دعاء الاستفتاح وقبل البدء بقراءة سورة الفاتحة، وقالوا إنّ البسملة بعد قراءة سورة الفاتحة وقبل قراءة سورةٍ أخرى ليست مكروهةً، إلّا أنّ الاولى والأفضل عدم النطق بها.
  • المالكية: قالوا بكراهة البسملة في الصلوات الخمس المفروضة، سواءً كانت الصلاة سريةً أم جهريةً، أمّا إن أراد المصلّي الخروج من خلاف العلماء؛ فيُندب له الإتيان بالبسملة قبل قراءة سورة الفاتحة في سرّه دون رفع صوته، ويُكره له رفع صوته بها، أمّا في النوافل من الصلوات فيجوز للمصلّي الإتيان بالبسملة قبل قراءة سورة الفاتحة.
  • الشافعية: قالوا إنّ البسملة في الصلاة فرضٌ، باعتبار البسملة آيةٌ من آيات سورة الفاتحة، فلا يُمكن قراءة سورة الفاتحة دون الإتيان بالبسملة، وذلك في الصلاة السرية والجهرية على حدٍّ سواءٍ، ويرفع صوته بها في الصلاة الجهرية، وتبطل الصلاة بعدم الإتيان بالبسملة.


دلالات وفضائل البسملة

دلّت ألفاظ البسملة على العديد من المعاني والفضائل والدلالات، فيما يأتي بيان وتفصيل البعض منها:[٣]

  • مشروعيّة بدء كلّ عملٍ بالبسملة، فذلك من تمام الاستعانة والتوكّل والاعتماد على الله وحده.
  • الدلالة على كمال وتمام الألوهيّة والعبوديّة لله -سبحانه-، وذلك بإثبات اسم الله، وإثبات اسمي "الرحمن والرحيم" له، وما يدلّ كلّ واحدٍ منهما من الصفات والآثار، وقال في ذلك الإمام السعديّ -رحمه الله-: "الرحمن، الرحيم؛ اسمان دالّان على أنّه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة، التي وسعت كلّ شيءٍ، وعمّت كلّ حي، وكتبها للمتقين المتّبعين لأنبيائه ورسله، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم، فله نصيب منها".
  • الدلالة على أنّ لفظ الجلالة "الله" أصلّ كل أسمائه -تعالى-، أمّا غيره من الأسماء فهي تبعٌ له.
  • الإقرار بما أنعم به الله -تعالى- ومَنّ به على عباده من الفضائل والنِّعم التي لا تعدّ ولا تُحصى.
  • الدلالة على أنّ الاستعانة لا تكون إلّا بالله وحده، فهو القادر إعانة عباده، وتدبير شؤونهم وأمورهم، وتيسير أمورهم كلّها.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 83. بتصرّف.
  2. عبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 233-232. بتصرّف.
  3. سليمان اللاحم، اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب، صفحة 171-170. بتصرّف.