صلاة المغرب
أصل المغرب في اللغة من غروب الشمس؛ أي غيابها وتواريها، فالمغرب يُطلق على وقت ومكان الغروب، ولذلك أُطلق على الصلاة التي تؤدّى في ذلك الوقت صلاة المغرب.[١]
عدد ركعات صلاة المغرب
يؤدّى فرض المغرب ثلاث ركعاتٍ،[٢] أمّا سُنّة المغرب؛ فيُسنّ للمسلم تأكيداً أداء ركعتَين بعد فرض المغرب، وركعتَين بين الأذان والإقامة قبل فرض المغرب؛ والسنة التي قبل الفرض من السنن غير المؤكّدة التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يؤديها غالباً ويتركها أحياناً.[٣]
وقت صلاة المغرب
بيّن العلماء أوّل وآخر وقت صلاة المغرب؛ فقد أجمع العلماء على أنّ وقتها يبدأ من غروب الشمس، ويُراد بغروب الشمس؛ غياب قُرصها بشكلٍ كاملٍ، أي برفع أذان صلاة المغرب، وينتهي وقتها برفع أذان صلاة العشاء.[٤][٥]
كيفية صلاة المغرب
يؤدّى فرض المغرب بالخطوات الآتية:[٦]
- تطهير الجسد والمكان والثوب.
- التأكّد من دخول وقت الصلاة.
- استقبال القبلة.
- عقد النية في القلب على أداء فرض المغرب.
- التكبير للإحرام بالصلاة بقول: "الله أكبر" مع رفع اليدَين والنظر إلى موضع السجود.
- قراءة دعاء الاستفتاح بأيّ صيغةٍ من الصيغ الواردة فيه، ومنها: "اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ"،[٧] ويُمكن ترديده بأيّ صيغةٍ أخرى.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
- البسملة.
- قراءة سورة الفاتحة كاملةً، وقول: "آمين" بعد الانتهاء منها.
- قراءة ما تيسّر من القرآن ممّا يحفظه المصلّي غيباً.
- الركوع بقول: "الله أكبر" بمساواة الظَّهر ووضع اليدَين على الركبتين، وتعظيم الله في الركوع بقول: "سبحان ربي العظيم" مرّةً، ويُسنّ تكرارها ثلاث مراتٍ أو أكثر.
- الرفع من الركوع بقول: "سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد من غير المأموم، والاعتدال بالقيام ثمّ قول: "ربَّنا ولَكَ الحمدُ ملءَ السَّماواتِ والأرضِ، وملءَ ما بينَهُما، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ"،[٨] للإمام والمأموم والمنفرد.
- السجود بقول: "الله أكبر"، والاستقرار على الجَبين مع الأنف وباطن الكفّين والركبَتين وباطن أصابع القدَمين، وقول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود مرّةً، ويسنّ تكرارها ثلاث مراتٍ أو أكثر.
- الرفع من السجود بقول: الله أكبر" والجلوس جلسةً يسيرةً بين السجدتين.
- السجود مرةً ثانيةً كالمرة الأولى.
- الرفع والاعتدال قياماً من السجود بقول: "الله أكبر".
- أداء الركعة الثانية كالأولى.
- الجلوس للتشهّد بعد السجود الثاني من الركعة الثانية وقول: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ".[٩]
- القيام لأداء الركعة الثالثة كغيرها، ويُكتفى فيها بقراءة سورة الفاتحة فقط دون غيرها من السور.
- الجلوس بعد السجود الثاني من الركعة الثالثة للتشهّد -السابق ذكره-، ثمّ الصلاة على النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- بقول: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"،[١٠] ثمّ الدعاء بخيري الدنيا والآخرة.
- التسليم عن اليمين بقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، وعن اليسار بذات الكيفية.
أحكامٌ متعلّقةٌ بصلاة المغرب
تتعلّق بصلاة المغرب العديد من الأحكام، فيما يأتي بيان البعض منها:
التعجيل في أداء صلاة المغرب
يُسن التعجيل في أداء صلاة المغرب، اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- إذ كان يؤديها فور وجوبها ودخول وقتها، وليس المقصود بالتعجيل أداؤها فور الانتهاء من الأذان ولكن بعد مدةٍ تقدّر بالوضوء وأداء ركعتَين خفيفتَن، ويُستثنى من ذلك الحاجّ يوم عرفة ليلة مزدلفة؛ إذ يستحبّ له تأخير أداء صلاة المغرب؛ لأدائها مع صلاة العشاء جمع تأخيرٍ.[١١]
إحياء الوقت بين المغرب والعشاء
يُستحبّ إحياء الوقت بين المغرب والعشاء بالطاعات والعبادات، إذ إنّه من الأوقات الفاضلة، ومن العبادات المشروعة في ذلك الوقت: الصلاة، وتلاوة القرآن، وذكر الله من تسبيحٍ وتهليلٍ وغير ذلك، وقد ثبت أنّ عدداً من الصحابة والتابعين والسلف الصالح حرصوا على إحياء ذلك الوقت.[١٢]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 314. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ "التفصيل في السنن المؤكدة والسنن غير المؤكدة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "حول وقت المغرب وإلى أي مدى يصح أداؤها"، إسلام ويب، 6/1/2003، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 668-667. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 22-29. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:744، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:266، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7381، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:4797، صحيح.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 250. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 238-237. بتصرّف.