عدد ركعات صلاة المغرب بعد قصرها

أجمع أهل العلم على أن صلاة المغرب، لا تُقصر، تبقى كما هي ثلاث ركعات، وكذلك صلاة الفجر تبقى ركعتين، فلا يدخلهما القصر؛ لأن القصر يكون في الصلاة الرباعية فقط، فتصبح الصلاة ركعتين بدل أربع ركعات، مثل صلاة الظهر، والعصر، والعشاء.[١][٢]


مشروعية القصر في الصلاة

ثبتت مشروعية قصر الصلاة للمسافر في القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع، في حال الخوف والأمن، قال تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)،[٣]، والمقصود بالضرب في الأرض في الآية: هو السفر، وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية على مشروعية قصر الصلاة في السفر، واختلفوا في حكم قصر الصلاة، فذهب جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى أن قصر الصلاة جائز، فالمسافر مخيّر بين إتمام الصلاة أو قصرها، فالقصر رخصة من الله تعالى، للتخفيف على المسافر من مشقة السفر، وذهب الحنفية إلى أن القصر واجب، لا يجوز إتمام الصلاة في السفر، فيجب على المسافر أن يقصر في صلاته.[٤][٥]


شروط قصر الصلاة

يشترط لصحة قصر الصلاة، عدة شروط، وبيانها كما يأتي:[٦][٧]

  • نية السفر: اشترط الفقهاء لصحة قصر الصلاة نية قصد السفر.
  • قطع مسافة السفر المعتبرة: يشترط لجواز قصر الصلاة قطع مسافة السفر التي قدّرها الفقهاء، وتعددت آراء الفقهاء في تحديد المسافة، فذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابة إلى أنها مسيرة يوميْن، وقال الحنفية أنها مسيرة ثلاثة أيام.
  • أن يكون السفر لغرضٍ مباح: اشترط جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، لصحة قصر الصلاة، أن يكون السفر مباحاً؛ كالسفر للتجارة، أو للعمرة، فلا يجوز القصر لمن يريد السفر لأجل معصية، كالسفر للسرقة، بينما ذهب الحنفية إلى عدم اشتراط أن يكون السفر مباحاً، فقالوا بصحة قصر الصلاة إن كان الغرض من السفر معصية.
  • مفارقة عمران بلدته: يشرع للمسافر أن يقصر صلاته عند الخروج من حدود البلد التي يقيم فيها، وذلك بتجاوز بيوت البلد التي يقيم فيه.
  • نية القصر عند كل صلاة: اشترط الشافعية والحنابلة أن ينوي المسافر قصر الصلاة عند تكبيرة الإحرام لكل صلاة يصليها في سفره، وقال المالكية أن نية قصر الصلاة تكون عند أول صلاة يقصرها في سفره، بينما ذهب الحنفية إلى عدم اشتراط نية القصر، فقالوا أن نية السفر تكفي لقصر الصلاة.
  • عدم الاقتداء بمقيم: إن صلى المسافر خلف إمام مقيم، أو خلف مسافر يُتمّ صلاته، أو خلف إمام يشك إن كان مقيماً أو مسافراً، فلا يجوز له قصر صلاته في هذه الحالة، بل يجب عليه إتمامها، وهذا شرط عند الشافعية والحنابلة فقط.
  • دوام السفر: يشترط لجواز قصر الصلاة استمرار السفر إلى نهاية الصلاة، فلو وصل إلى بلدته وهو في أثناء الصلاة، يجب عليه إتمامها، وهذا شرط عند الشافعية فقط.


المراجع

  1. ابن المنذر، الإشراف على مذاهب العلماء، صفحة 193. بتصرّف.
  2. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 1338. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:101
  4. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 428. بتصرّف.
  5. كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 473. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 275-278. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي ةأدلته، صفحة 1350-1355. بتصرّف.