التسبيح في السجود

التسبيح في السجود واجبٌ من واجبات الصلاة، أي أنّه يُجبر بأداء سجود السهو إن تركه المصلّي سهواً ونسياناً، وتبطل الصلاة إن تركها عن قصدٍ وإرادةٍ.[١]


كم مرة يكون التسبيح في السجود؟

الواجب في تسبيح السجود مرةً واحدةً، فيقول المصلّي في سجود: "سبحان ربي الأعلى" مرةً واحدةً، وأدنى درجات الكمال في التسبيح تكرارها ثلاث مراتٍ، وله أن يزيد ما شاء، ويُستثنى من ذلك الإمام في الصلاة؛ فلا يزيد في التسبيح بحيث يشقّ السجود على المصلّين، فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كيفية الصلاة، وأمر بالتسبيح في السجود دون أن يحدّده بعددٍ، فدلّ ذلك على أنّ الواجب في التسبيح مرة واحدةً، أمّا درجة كمال التسبيح في السجود أن تكون مدّته مساويةً لمدّة القيام في الصلاة، والقراءة فيها، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (رَمَقْتُ الصَّلَاةَ مع مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ ما بيْنَ التَّسْلِيمِ والانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ).[٢][٣]


أذكار وأدعية السجود

أذكار السجود

تُشرع عدّة صيغٍ في السجود ورد فيها تسبيح الله -تعالى-، منها:[٤]

  • (سبحان ربي الأعلى وبحمده).
  • (سُبُّوح، قُدُّوس، ربُّ الملائكة والرُّوح).[٥]
  • (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).[٦]
  • (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[٧]
  • (سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ).[٨]


أدعية السجود

يُشرع الدعاء في السجود، ومن الصِيغ الواردة في ذلك:[٩]

  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ).[١٠]
  • (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وعَنْ يَمِينِي نُورًا، وعَنْ يَسارِي نُورًا، وفَوْقِي نُورًا، وتَحْتي نُورًا، وأَمامِي نُورًا، وخَلْفِي نُورًا، واجْعَلْ لي نُورًا).[١١]
  • (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).[١٢]
  • (اللَّهمَّ اغفر لي ما أسررتُ وما أعلنتُ).[١٣]


دلالة التسبيح في السجود

يدلّ التسبيح في السجود على تنزيه الله -تعالى- عن كلّ عيبٍ ونقصٍ، فحين يقول المصلي: "سبحان ربي"؛ أي أنّه ينزّه ربّه عن كلّ عيبٍ ونقصٍ، وينفي عنه كلّ ما لا يليق به، وحين يقول: "الأعلى"؛ أي أنّ الله -تعالى- علي في ذاته وصفاته، وفي ذلك قال ابن رجب -رحمه الله-: (إذا ذلّ العبد لربه بالركوع والسجود، وصف ربه بصفات العزّ والكبرياء والعظمة والعلو، فكأنّه يقول: الذلّ والتواضع وصفي، والعلو والعظمة والكبرياء وصفك، فلهذا شُرع للعبد في ركوعه أن يقول: "سبحان ربي العظيم" وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، وكان -صلّى الله عليه وسلّم- أحياناً يقول في ركوعه وسجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة).[١٤]


المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، أركان الصلاة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:471، صحيح.
  3. محمد صالح المنجد (16/1/2016)، "حكم الزيادة في عدد تسبيحات الركوع والسجود"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  4. ناصر الدين الألباني، أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 765-761. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4293، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:771، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:1131، صحيح.
  9. "ما يُسَنُّ قولُه مِن الأذكارِ والأدعيةِ في السُّجودِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:483، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6316، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1123، صحيح.
  14. محمد صالح المنجد (15/8/2014)، "استحضار معاني أقوال الصلاة وأفعالها"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.