السجود

بيان تعريف السجود في اللغة والاصطلاح الشرعيّ فيما يأتي:

  • السجود لغةً: مصدرٌ من الفعل الثلاثي سَجَدَ، فيقال: فلان سَجَدَ يسجد سجوداً، ويُراد به الخضوع والتطامن،[١] والتذلّل والميل، فيُقال: "سجد الرجل"؛ أي حنى رأسه وطأطأه.[٢]
  • السجود شرعاً: هو وضع أعضاءٍ مخصوصةٍ من الجسد على الأرض، واستقرار تلك الأعضاء عليها، بكيفيةٍ مخصوصةٍ محددةٍ،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ السجود لا يكون من العبد إلّا لله وحده، قال -عزّ وجلّ-: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا)،[٣] فلا يُسجد لأي مخلوقٍ مهما بلغت مكانته ومنزلته، قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).[٤][٥]


كيف يكون السجود الصحيح في الصلاة؟

وردت كيفية السجود الصحيح في الصلاة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال لرجلٍ لم يؤدِ صلاته كما يجب: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ، فأسْبِغِ الوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، فَكَبِّرْ واقْرَأْ بما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ وتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا)،[٦] ويؤدّى بالخطوات الآتية:[٧]

  • التكبير بقول: "الله أكبر" والنزول إلى السجود، أمّا رفع اليدَين عند التكبير فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يرفعهما في بعض الأحيان.
  • يضع المصلّي يديه على الأرض قبل وضع رُكبتَيه، استدلالاً بما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه -عليه الصلاة والسلام-: (كان يضعُ يديهِ على الأرضِ قَبلَ رُكبتيهِ).[٨]
  • يؤدّى السجود بوضع أعضاء السجود على الأرض وتمكينها منها، والأعضاء هي: الجَبين مع الأنف، والركبتَين، وبواطن اليدَين، وبواطن أصابع القدَمين، مع توجيه الأصابع باتجاه القبلة، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أُمِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْضَاءٍ، ولَا يَكُفَّ شَعَرًا ولَا ثَوْبًا: الجَبْهَةِ، واليَدَيْنِ، والرُّكْبَتَيْنِ، والرِّجْلَيْنِ).[٩]
  • الاطمئنان والسكينة في السجود، وعدم الاستعجال في أدائه.
  • التسبيح في السجود، وقد وردت عدّة صيغٍ له، بيان البعض منها آتياً:
  • "سبحان ربي الأعلى".
  • "سبحان ربي الأعلى وبحمده".
  • "سُبُّوح، قُدُّوس، ربّ الملائكة والرُّوح".
  • "سبحانك اللهمَّ ربّنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي".
  • الرفع من السجود بالتكبير وقول: "الله أكبر"، مع رفع اليدين عند التكبير في بعض الأحيان.
  • الجلوس بين السجدَتين مع الاطمئنان الكامل.
  • ذكر الله بين السجدتَين، وقد وردت عدّة أذكارٍ تُردّد عند الجلوس بينهما، منها:
  • "اللهمَّ اغفر لي، وارحمني، واجبُرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني".
  • "رب اغفر لي، رب اغفر لي".
  • التكبير وأداء السجدة الثانية كالسجدة الأولى.


المراجع

  1. "تعريف ومعنى السجود في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمود عبد الرحمن عبد المنعم، المصطلحات والألفاظ الفقهية/السجود:/i408&d399435&c&p1 معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية، صفحة 121. بتصرّف.
  3. سورة النجم، آية:62
  4. سورة فصلت، آية:37
  5. فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (9/1/2018)، "السجود لله عز وجل قرب وقربة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6667، صحيح.
  7. ناصر الدين الألباني، أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 706-815. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2/714، صحيح على شرط مسلم.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:809، صحيح.