السجود

السجود في الأصل يدلّ على الخضوع والتامن والتذلّل، ويُراد به في الاصطلاح الشرعيّ: وضع أعضاءٍ مخصوصةٍ على الأرض بكيفيةٍ مخصوصةٍ محددةٍ تعبّداً لله -تعالى- وتقرّباً منه،[١] ويعدّ السجود سبباً من أسباب مغفرة الذنوب والخطايا، قال -عليه الصلاة والسلام-: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً)،[٢] كما أنّه سببٌ من أسباب دخول الجنّة، قال -عليه السلام-: (إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ)،[٣][٤] ويؤدّى السجود بكيفية مخصوصةٍ بيانها في المقال.


كيفية وضع القدمين في السجود

ثبتت كيفية وضع القدَمين في السجود عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فالأكمل والأفضل في السجود أن يكون على أعضاءٍ مخصوصةٍ، ومنها: بواطن أصابع القدَمَين، استدلالاً بما ثبت في صحيح البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ)،[٥] فكان -صلّى الله عليه وسلّم- أقام قدَمَيه ورفعهما عن الأرض مع بقاء الأصابع على الأرض وثنيها بجعلها باتّجاه القبلة، فقد ثبت في صحيح البخاريّ أيضاً عن أبي حُميد الساعدي -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان: (إِذَا سَجَدَ وضَعَ يَدَيْهِ غيرَ مُفْتَرِشٍ ولَا قَابِضِهِمَا، واسْتَقْبَلَ بأَطْرَافِ أصَابِعِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ).[٦][٧]


كيفية السجود

السجود في الصلاة ركنٌ من أركانها؛ أي أنّ الصلاة لا تصحّ إلّا به في كلّ ركعةٍ منها، ويؤدّى بالسجود مرّتين في كلّ ركعةٍ، وقد ثبتت مشروعيّته في القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع، فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[٨] وثبت في صحيح السنة النبوية أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام قال: (اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا).[٩][١٠]


الذكر في السجود

ثبتت عدّة أذكار في السنّة النبوية تُردّد في السجود بيانها آتياً:[١١]

  • (سبحان ربي الاعلى) ويُردّد مرةً واحدةً، ويسنّ تكراره ثلاث مراتٍ أو أكثر دون إلحاق أي مشقّةٍ أو حرجٍ بالمصلّين من خلفه إن كان إماماً.
  • (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[١٢]
  • (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).[١٣]
  • (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ).[١٤]
  • (سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ).[١٥]
  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ).[١٦]
  • (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).[١٧]
  • (سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ لا إلَهَ إلَّا أنْتَ).[١٨]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 127. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:488، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:81، صحيح.
  4. "فضائل السجود لله ملك الملوك "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 8/4/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:812، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:828، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 202-205. بتصرّف.
  8. سورة الحج، آية:77
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:757.
  10. : أبو مالك كمال بن السيد سالم ، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 322-323. بتصرّف.
  11. عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، تسهيل الفقه، صفحة 396-400. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4293، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  15. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عوف بن مالك الأشجعي ، الصفحة أو الرقم:873، صحيح.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:483، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486، صحيح.
  18. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:485، صحيح.