سجود التلاوة
بيان معنى سجود التلاوة آتياً:[١]
- السجود: وهو في اللغة: مصدرٌ من الفعل الثلاثي سَجَدَ، وهو: الخضوع والتذلّل والتطامن، أمّا في الشرع فهو: وضع أعضاءٍ مخصوصةٍ بكيفيةٍ مخصوصةٍ على الأرض.
- التلاوة: مصدرٌ من الفعل الثلاثي تلا، ويُراد به القراءة.
- سجود التلاوة: هو السجود الذي يؤدّى بسبب تلاوة آيةٍ من آيات القرآن ورد فيها لفظ السجود.
كيفية أداء سجدة التلاوة في الصلاة
التكبير عند السجود وعند الرفع منه
إذا قرأ الإمام أو المصلّي المنفرد آيةً من آيات السجود في الصلاة، وأراد أداء سجود التلاوة فيكبّر وينزل للسجود ويؤدّيه، ثمّ يرفع رأسه ويعتدل قائماً مع التكبير أيضاً، إذ ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يكبّر كلّما رفع ونزل في الصلاة، كما ثبت فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين -رضي الله عنه-: (صَلَّى مع عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بالبَصْرَةِ فَقالَ: ذَكَّرَنَا هذا الرَّجُلُ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَ أنَّه كانَ يُكَبِّرُ كُلَّما رَفَعَ وكُلَّما وضَعَ).[٢][٣]
رفع اليدَين مع التكبير
اختلف العلماء في حكم رفع اليدَين مع التكبير عند النزول إلى سجود التلاوة في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٣]
- جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية: قالوا بعدم مشروعية رفع اليدَين مع التكبير عند النزول لسجود التلاوة إن كان في الصلاة، وقد استدلّوا بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ في الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى يَكونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وكانَ يَفْعَلُ ذلكَ حِينَ يُكَبِّرُ لِلرُّكُوعِ، ويَفْعَلُ ذلكَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، ويقولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، ولَا يَفْعَلُ ذلكَ في السُّجُودِ)،[٤] ويُستدلّ من الحديث أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يكن يرفع يديه عند النزول إلى السجود، ويُقاس سجود التلاوة على سجود الصلاة.
- الحنابلة: قالوا إنّه يُسنّ للمصلّي رفع يديه عند التكبير لأداء سجود التلاوة في الصلاة، وقد استدلوا بما ورد عن وائل بن حجر -رضي الله عنه-: (أنه صلى مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم ، فكان يكبِّرُ إذا خفض ، وإذا رفع ، ويرفعُ يديهِ عند التكبيرِ)،[٥] واحتجّوا أيضاً بأنّ رفع اليدَين عند أداء سجود التلاوة سنةً إن كان خارج الصلاة، فيُسنّ رفعهما أيضاً إن كان في الصلاة.
ما يُقال في سجود التلاوة
لا تختلف الأدعية والأذكار المشروعة في سجود التلاوة عن تلك المشروعة في سجود الصلاة، ومنها:[٦]
- (سبحان ربي الأعلى).
- (سجدَ اللَّهمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ ولَكَ أسلمتُ اللَّهمَّ أنتَ ربِّي سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وصوَّرَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ تبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ).[٧]
- (اللهم اكتُبْ لِي بها عندَك أَجْرًا، وضَعْ عني بها وِزْرًا، واجعلْها لي عندك ذُخْرًا، وتَقَبَّلْها مِنِّي كما تَقَبَّلْتَها من عبدِكَ دَاوُدَ).[٨]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن حصين، الصفحة أو الرقم:784، صحيح.
- ^ أ ب صالح اللاحم، سجود التلاوة وأحكامه، صفحة 95-97. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:736، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن وائل بن حجر، الصفحة أو الرقم:2/707، إسناده حسن.
- ↑ محمد صالح المنجد (9/12/2001)، "صفة سجود التلاوة والطهارة له"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن محمد بن مسلمة، الصفحة أو الرقم:1127، إسناده صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:579، حسن.