يعتبر التيمم بديلًا للوضوء بالماء، وذلك لقوله تعالى (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ) [المائدة: آية 6]، لذلك لا يجوز التيمم إلا في حال غياب الماء، أو في حال عدم القدرة على استخدامه؛ بسبب مرض معين قد يتفاقم في حال الوضوء.


وأما عن ما يمكن التيمم به، فكما ورد في الآية الكريمة السابقة (صَعِيدًا طَيِّبًا) أي كل ما هو على وجه الأرض، ومن جنسها ويشترط طهارته، لذلك قد جاء في جواز التيمم بالحجر أو ما هو من جنس الأرض غير المصنع في مذهب أبي حنيفة ومذهب مالك، وللتعرف على كيفية التيمم بالحجر سنستكمل هذا المقال لتوضيح أبرز المعلومات المتعلقة به.[١]


طريقة التيمم بالحجر

لا يوجد اختلاف ما بين التيمم بالحجر أو التراب أو أي شيء من جنس الأرض، حيث يتم ضرب اليدين مرة واحدة على ما يراد التيمم به، ثم يمسح الوجه، ثم يمسح الكفين ببعضهما البعض، ولكن هناك خصوصية للحجر إن كان حجمه صغيراً، فتقليبه بالكفين جائز بدل الضرب عليه، وفيما يلي خطوات التيمم بالحجر:[٢]

  • النية كما في الوضوء، ويكون موضعها القلب لا بالتلفظ.
  • التسمية قبل الشروع بالتيمم كذلك كما في الوضوء.
  • ضرب الحجر مرة واحدة براحة اليد إذا كان حجمه كبيراً بما يكفي لفعل ذلك، أو تقليبه بالكفين إن كان حجمه صغيراً.
  • مسح الوجه وتعميم المسح على الوجه كله.
  • مسح الكفين ببعضهما البعض.
  • الدعاء بعد الانتهاء (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد رسول عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) كما في الوضوء.


هل يجوز التيمم بالحجر؟

كما ذكرنا سابقًا، فإن التيمم بالحجر في مذهب أبي حنيفة ومالك جائز، وذلك لاستدلالهما من الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: آية 6] إذ إن قوله تعالى (صعيدًا طيبًا) يشير إلى كل ما على وجه الأرض، ومن جنسها مع شرط طهارته، وكذلك قوله تعالى (ما يريدُ الله ليجعل عليكم من حرج)، يشير إلى التيسير في شروط التيمم.


أما من قال في عدم جواز التيمم إلا بالتراب، فقد استند إلى قوله تعالى (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) إذ تفيد منه بأن يعلق شيء من التراب أو غباره على اليد عند المسح على الوجه والكفين، لذلك من الأحوط أن يكون التيمم بالتراب للخروج من الخلاف والله أعلم.[٣]


المراجع

  1. "حكم التيمم حال وجود الماء ووقت جوازه"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2023. بتصرّف.
  2. التيمم بالحجر : أن يضرب," (11/155) . "كيفية التيمم بالحجر"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2023. بتصرّف.
  3. "حكم التيمم بأجزاء من الأرض ليس عليها تراب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2023. بتصرّف.