تعريف مكروهات الصلاة

المكروه في اللغة ضد المحبوب، وهو في اصطلاح علماء أصول الفقه: المطلوب من العبد تركه دون جزمٍ وإلزامٍ بالترك،[١] ولا يترتّب أي إثمّ على الإتيان به، بل يترتّب الثواب والأجر على تركه وعدم الإتيان به.[٢]


مكروهات الصلاة

لا تبطل الصلاة بالإتيان بمكروهٍ من مكروهات الصلاة الآتي ذكرها، إلّا أنّ الأفضل والأجدر بالمصلّي أداء الصلاة كاملةً تامةً، وفيما يأتي بيان مكروهات الصلاة:[٣]

  • النظر يميناً ويساراً دون حاجةٍ: وهو ما يعرف بالالتفات في الصلاة، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: (سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: هو اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِن صَلَاةِ العَبْدِ)،[٤] والالتفات في الصلاة على نوعَين؛ الأول: التفاتٌ حسي بالحركة، ويُتجنّب بالسكون، والثاني: التفاتٌ معنوي بالقلب، ويُتجنّب باستحضار عظمة الله -عزّ وجلّ-، والاستعاذة بالله من الشيطان ووساوسه.
  • النظر إلى السماء: فالجدير بالمصلّي النظر إلى موضع السجود، ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (ما بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ في صَلَاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ في ذلكَ، حتَّى قالَ: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ).[٥]
  • إلصاق اليدين من الكفَّين إلى المرفقَين بالأرض: وهو ما يُعرف بافتراش الذراعَين، وقد نُهي المصلّي عنه بصيغة الذم الثابتة في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ، ولَا يَبْسُطْ أحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الكَلْبِ).[٦]
  • وضع إحدى اليدين أو كلتاهما على الخصر: وهو ما يُعرف بالتخصّر، فقد نهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا).[٧]
  • النظر إلى المُلهيات عن الصلاة: فالجدير بالمصلّي النظر إلى موضع السجود في الصلاة، وعدم النظر إلى غيره؛ تحقيقاً للخشوع والخضوع لله -سبحانه-.
  • الإقعاء: ويراد به الجلوس على الأليتَين، وهما ما يجلس عليهما الإنسان، فقد ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "كانَ يَنْهَى عن عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ".[٨][٩]
  • العبث بالحواس أو بمكان الصلاة دون حاجةٍ: فجوارح المصلّي وحواسه يُستحسن أن تبقى ساكنةً، وعدم تحريكها بحركاتٍ خارجةٍ عن حركات الصلاة دون حاجةٍ أو ضرورةٍ.
  • التشبيك بين الأصابع أو فرقعتها: فقد نهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك، إذ قال: (إذا تَوضَّأَ أحدُكُم فأحسنَ وُضوءَه، ثمَّ خرج عامِدًا إلى المسجدِ فلا يُشبِّكَنَّ بين أصابعِه فإنَّهُ في صلاةٍ).[١٠]
  • الصلاة بحضور الطعام: فإن كان الطعام حاضراً ونفس مَن أراد الصلاة تشتهيه أو كان جائعاً؛ فالأولى تناول الطعام ثمّ أداء الصلاة.
  • مدافعة البول أو الغائط: فمَن أراد إخراج البول أو الغائط يخرجهما أولاً ثمّ يتوضأ ويصلّي.
  • البصق أمام موضع الصلاة أو عن اليمين: وذلك يشمل إن كان البصق أثناء الصلاة أم قبلها، في المسجد كانت أم في غيره من المواضع.
  • رفع الشعر والثوب: فمن أراد السجود وكان على جبينه شعرٌ أو عمامةٌ؛ فلا يرفعهما، أو كان رداءه أو بنطاله يصيب الأرض عند السجود؛ فلا يرفع شيئاً من ذلك.[١١]
  • تغطية الفم: فالأولى كشفه وعدم تغطيته.
  • عدم ضمّ الثوب: بإسداله وعدم ضمّ أطرافه وجانبَيه إلى بعضهما البعض.
  • الصلاة في موضعٍ واحدٍ لغير الإمام: أي أنّه يُكره للمصلّي أداء الصلاة دائماً في الموقع ذاته، ويُستثنى من ذلك الإمام.
  • التثاؤب في الصلاة: إذ إنّه ينافي الخشوع فيها، ومن عرض عليه التثاؤب فليحبسه قدر ما يستطيع، وإلّا يضع يده على فمه.
  • أكل البصل والثوم ونحوهما: وذلك لمَن أراد صلاة الجماعة، فمَن أكل شيئاً ذو رائحة كريهةٍ؛ فيصلّي في بيته.
  • الركوع قبل التزام الصف: وذلك في صلاة الجماعة، فمَن أراد إدراك الجماعة فيقف أولاً في الصفّ، ثمّ يركع.
  • التنفّل مع مغالبة النوم: فالجدير بمَن غلبه النوم أن ينام، ولا يتطوّع بالصلاة.


المراجع

  1. محمود خطاب السبكي، مكروه.,ما يحصل بسببه شغل القلب. الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، صفحة 169. بتصرّف.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 298. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 253-245. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:751، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:750، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:822، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1220، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:498، صحيح.
  9. "المقصود بالأليتين"، إسلام ويب، 15/7/2004، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:386، صحيح.
  11. "كيف يكون كف الشعر والثوب الوارد في الحديث"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. بتصرّف.