يُقصد بالسنن الرواتب: الصلوات التي كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحافظ على أدائها ويرغِّب الناس بها، وهي السنن المُلازمة للصلوات الخمس المفروضة، إمّا أن تؤدّى قبلها أو بعدها،[١] فالسنن الرواتب على قسمين:[٢]

  • سننٌ قبليةٌ: وهي التي تُصلّى قبل الفريضة، ويبدأ وقتها من دخول وقت صلاة الفريضة إلى حين إقامتها.
  • سننٌ بعديةٌ: أي التي تُصلّى بعد الفريضة، وتبدأ من بعد أداء صلاة الفريضة إلى خروج وقتها، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: (كلّ سنةٍ قبل الصلاة فوقتها من دخول وقتها إلى فعل الصلاة، وكل سنةٍ بعدها فوقتها من فعل الصلاة إلى خروج وقتها).


أجر المحافظة على السنن الرواتب

تُعدّ السنن الرواتب من نِعم الله وفضله على المسلم؛ وذلك لِما لها من فضائل كبيرةٍ وأجورٍ عظيمةٍ، ويُذكر من تلك الأُجور والفضائل:[٣]

  • أنّها سببٌ لزيادة الحسنات وتكفير السيئات ورفع الدرجات، فمن حافظ على أدائها في أوقاتها الملازمة للفرائض بنى الله -تعالى- له بيتاً في الجنة، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ ورَكعتينِ بعدَها ورَكعتينِ بعدَ المغربِ ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ).[٤][٥]
  • أنّها تجبر النقص الحاصل في صلاة الفريضة، قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِهِ: صلاتُهُ؛ فإن صَلَحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَحَ، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ؛ فإن انتَقَصَ من فريضتِهِ شيءٌ؛ قال الربُّ -تبارك وتعالى-: انظروا هل لعبدي من تَطَوُّعٍ؟ فيُكَمَّلُ بها ما انتقص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِهِ على ذلك).[٦]
  • أنّ السنّة الراتبة تُهيئ المسلم لأداء صلاة الفريضة، وذلك حين أداء السنَّة القبلية للفريضة.
  • أنّ في أداء السنن الرواتب استزادةً من العبادة، وإشباعاً لرغبة المؤمن بكثرة مناجاة الله -عزّ وجلّ-، والتقرّب منه -تعالى-، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- أنّه قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).[٧]


عدد ركعات السنن الرواتب

ورد في الحديث الصحيح أنَّ عدد السنن الرواتب اثنتي عشر ركعةً، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (من صلَّى في يومٍ وليلةٍ اثنتي عشْرَةَ ركعةَ تطوعًا غيرَ فريضةٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ)،[٨] وهي تلازم أربع فرائضٍ؛ الفجر والظهر والمغرب والعشاء، وبيان تلك السنن فيما يأتي:[٩][٢]

  • أربع ركعاتٍ قبل فرض الظهر، وركعتان بعده.
  • ركعتان بعد فرض المغرب.
  • ركعتان بعد فرض العشاء.
  • ركعتان قبل فرض الفجر.


المراجع

  1. [محمد بن عمر بازمول]، كتاب بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 17. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من العلماء (12/1/2003)، "السنن الرواتب فضلها ووقتها"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2021. بتصرّف.
  3. [التويجري، محمد بن إبراهيم]، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:414، صحيح.
  5. مجموعة من العلماء (17/8/2021)، "فضل المحافظة على السنن الرواتب والنوافل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني ، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1280، صحيح لغيره.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:489، صحيح.
  8. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:22/28، صحيح.
  9. مجموعة من العلماء (17/8/2021)، "فضل المحافظة على السنن الرواتب والنوافل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2021. بتصرّف.