سنن الصلاة

سنن الصلاة هي: الأقوال أو الأفعال التي لا تُبطل الصلاة، سواءً تركها المصلّي عمداً أو سهواً ونسياناً،[١] ولا يترتّب على المصلّي الإتيان بسجود السهو إن ترك أيّ سنةٍ من تلك السُنن،[٢] وتتعدّد سُنن الصلاة سواءً القولية أو الفعلية، ومنها: النظر إلى موضع ومحلّ السجود، وفي المقال الآتي بيان ما يتعلّق به.


حكم النظر إلى موضع السجود في الصلاة

النظر إلى موضع ومحلّ السجود في الصلاة سنةٌ من سننها -وقد سبق بيان معنى سنن الصلاة-، ومنها: النظر إلى محلّ السجود،[١] ومن الأدلة على ذلك:[٣]

  • ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لمَّا دخلَ الْكعبةَ ما خلفَ بصرُهُ موضعَ سجودِهِ حتَّى خرجَ منْها).[٤]
  • قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ليسَ ينبغي أن يَكونَ في البيتِ شيءٌ يشغلُ المصلِّي).[٥]


وتُستثنى بعض الحالات من الحكم السابق؛ وهي: عدم النظر إلى موضع السجود في صلاة الخوف، وفي التشهّد؛ إذ ينظر المصلّي إلى إصبع السبابة.[٦]


حكم الالتفات في الصلاة ورفع البصر إلى السماء

حكم الالتفات في الصلاة

يُكره للمصلّي (المكروه هو: ما لا يترتّب على الإتيان به أي عقابٍ، بل يترتّب الثواب على تركه) الالتفات في الصلاة؛ أي النظر يميناً ويساراً، استدلالاً بما أخرجه البخاريّ في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: هو اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِن صَلَاةِ العَبْدِ)،[٧] وتجدر الإشارة إلى عدم كراهة النظر يميناً ويساراً لحاجةٍ وضرورةٍ ما؛ كالخوف على النفس، أو المال، أو الأهل، استدلالاً بعدّة أدلةٍ، بيانها آتياً:[٨]

  • فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إذ التفت في صلاته وكان قد أرسل فارساً للحراسة، كما ورد عن سهل الأنصاري -رضي الله عنه-: (فثوِّبَ بالصَّلاةِ فجعلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصلِّي وَهوَ يلتَفتُ إلى الشِّعبِ).[٩]
  • أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالبصق عن اليسار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لطرد وساوس الشيطان في الصلاة، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه: (أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي).[١٠]


حكم النظر إلى السماء في الصلاة

يُكره للمصلّي رفع بصره والنظر إلى السماء أثناء الصلاة، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ في صَلَاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ في ذلكَ، حتَّى قالَ: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ).[١١][٨]


المراجع

  1. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 240. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، سجود السهو، صفحة 20. بتصرّف.
  3. عادل بن سعد، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 160. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صفة الصلاة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:89، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن الأسلمية، الصفحة أو الرقم:2030، صحيح.
  6. أسامة سليمان، التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 25. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:751، صحيح.
  8. ^ أ ب عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 298-300. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن سهل الأنصاري، الصفحة أو الرقم:2501، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي العلاء البياضي، الصفحة أو الرقم:2203، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:750، صحيح.